إن ﻗﻀﻴﺔ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ و المطالبة بها و الحرص على تفعيلها، ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، و ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻣﺔ الجيدة ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﻭﻗﺎﺭﺋﺔ.
بسياسته ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ، عالج الملك محمد السادس حفظه الله، الأﻣﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، لما كان طفوح ما سمي بالربيع العربي إلى الميادين، و الفساد يكاد يضرب مجمل القطاعات.
اﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ الذي ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻳﺠﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ. شباب يتقاسم الرؤية مع قائد البلاد.
إلا أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ الريعية تبقى ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ الربيع، كونها تشجع على ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﻌﻲ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺑﺬﻝ أي ﻣﺠﻬﻮﺩ.
الخطير في ثقافة ﺍﻟﺮﻳﻊ هو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ إلى ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ و ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻻ ﻣﺆﻫﻼﺕ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ.
و بما أن، و المثال هنا….:
“لا اتولف عادة، لا تقطع عادة، اللي أكيد اعليها اتعادا”……
المطلوب من القائمين ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، التفكير بأكبر سرعة ممكنة في محاربة الأمية، ذاخل البرلمان وذلك بتلقين بعض البرلمانيين دروس في الحروف الأبجدية لأنهم و مهما رفعت حكومتنا الموقرة من شعارات عن الديموقراطية و الشفافية و محاربة الفساد….فإنهم راجعون و معهم الفساد.
عشور دويسي