ﻟﻮ سألنا ﺃﺣﺪ الأطفال ﻋﻦ ﺃﻫﻢ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ، ﻓﻠﻦ ﻳﻌﺪﻭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺟﻴﺪﺓ، ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ،
ﻭ لكن الكبار ﻻ يختلفون مع بعضهم البعض، إذ يتمسكون بمطلب الأمن ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ و الجسدي ﻭ الإستقرار الإجتماعي و الإقتصادي. مطالب أهم و أكثر ضرورة للبشرية ﻣﻨﺬ ولادتها ﻭﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺎﺗﻬﺎ.
أما الأطفال و المرضى نفسيا، ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ…. ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ أو بعقدة نفسية كلما رجعت بهم الداكرة إلى الوراء……كل حسب ماضيه….
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ المجتمع المدني المثقف و الواعي ﻓﻲ الإهتمام ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ الإحساس ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ. بالطبع، مجتمع مدني على رأسه مثقفون و واعون، عكس ما نجده اليوم من “أمية” مع ترجمة الضعف الفكري و التفكيري إلى “الضرب الجرح” بدون مبرر، عدا الإنتقام من واقعة ماضية و قانونية…..
لقد سبب إهمال العلاج النفسي للبعض كثيرا ﻣﻦ الإنعكاسات ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ الإضطرابات ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﺑﻞ و ﻗﺪ وصل الأمر ﺇﻟﻰ أمراض بدنية و نفسية بدنية.
إن ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ اعتداءات ﻋﻠﻰ مدينة فاس ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ الأخيرة، ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ الكتابية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ستنسخ، لم تمر بأمان ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻋﻘﻮﻝ التجار و الصناع و الضيوف، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ.
مقارنة بأمن و أمان دول و مدن أخرى، يجب أن نشكر و نحمد الله على ما ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ المغربي ككل و الفاسي على الخصوص ﻣﻦ أمن و ﺃﻣﺎﻥ.
فالويل كل الويل لمن ﻳﺠﻌﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﺰﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻏﻤﻮﺿﺎ ﻭﺑﻠﺒﻠﺔ ﺩﻫﻨﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ما حققه المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، و ما هو في طور الإنجاز بمدينة الملوك.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻥ يظن المشوشون، أصحاب العقول الضعيفة، “المدافعون عن التجار و الصناع و مستقبل المدينة العلمية….” ﺃﻥ ﺣﺪﺛﺎ يشبه ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ السكان و التجار و الصناع و الحرفيين، ﺧﺎﺻﺔ أنهم أول ﺿﺤﺎﻳﺎ البلبلة و التشويش و التهم المجانية.
ليس الخطأ في أن ينتقد المرأ مسؤولا ما، لكن العيب كل العيب هو أن يعمم بالقول و الكتابة : “الكل فاسد و فاس امشات”.
من واجبنا الأخلاقي كمتتبعين عن قرب للشأن الوطني و المحلي، أن نقول و نكتب : “التحية و الإحترام للشرفاء، النزهاء” و ما أكثرهم.
عشور دويسي