“الفديو اكليب” الذي يسعى إلى تحريك الأجساد دون تحريك العقول

يبدو أن ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ الأمة ﻭﺫﻟﻚ بإنتاج ﻛﻼ‌ﻡ ﺳﺎﻗﻂ ﻻ‌ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ…..كثير ﻣﻦ الأغاني…. ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮﻭﺝ الآن ليس ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻬﺎ أي ﻣﻌﻨﻰ، ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻟﻐﻮ، مثل ﻣﺎ أصبح ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺎﻟﻴﺎ ب “الراي”. ألف مبتور من الهمزة….رأس بلا دماغ….. ﻛﻼ‌ﻡ ﻓﺎﺭﻍ ﻻ‌ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ أنه ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍلأجساد ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ.
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﺟﺔ “ﺍﻟﺮﺍﻱ”…و “الرأي الآخر”،   بالهمزة، ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻛﻼ‌ﻡ ﻳﻌﻴﺪ للمشهد السياسي عزته ﻭ كرامته ﻭ شرفه……كلام ﻳﺮﻓﻊ الزعماء ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻃهم.
شبابنا، ليس ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ كارثة ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ  “ﺑﺎﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻛﻠﻴﺐ” و لو مجانا، ﺣﻴﺚ أصبح اللسان ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ، لأ‌ﻏﺎﻧﻲ ﺳﺎﻗﻄﺔ…..ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺦ.
“الفيديو كلييب” هذا….. يذكرني  بﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ التي ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ إلا أن جوارينا ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺍﺕ….. ﺗﻘﺪﻣﻦ أجسادهن ﻭﻫﻦ ﺭﺍﻏﺒﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﻮﺍﻋﻴة، ﻳﺤﺮﻛﻦ أﺟﺴﺎﺩﻫﻦ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﻴﺎﺀ ﺍﻭ ﺧﺠﻞ.
العقلاء و ما أكثرهم، لا يعتمدون ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ مثل من ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ الأدنى الذين ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭ رد الفعل و تحريك المؤخرات في “الفديو اكلب”.
قد يغني “الرأس” و يسجل “فيديو اكليب” و يريد أن يستفز المستهدف و يصرفه عن هدفه. و قد يحاول جره ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻭ يشغله ﺑﻬﺎ، ﻭ لكن الذي يخطط ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ هدفه ﻭ ﻳﺴﻌﻰ ﻧﺤﻮﻩ ﻻ‌ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ يجره ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ بمحتويات “الفيديو اكليب”.
عشور دويسي