الى غاية ساعة متأخرة من ليلة امس الاثنين، ظل سكان حي “السدري” بالدار البيضاء في حالة انتظار الخبر اليقين..شيوخ وشباب، نساء ورجال، اجتمعوا في لحظة تضامن امام بيت بسيط بالحي، تحول بين عشية وضحاها الى عدسة مجمعة لانتباه الراي العام الوطني والدولي: انه بيت الطيار المغربي ياسين حتي الذي انقطعت أخباره منذ ليلة امس الأحد بعد ان سقطت طائرة F16 المشاركة في التحالف ضد الحوثيين باليمن.
على بعد أمتار عديدة، تلوح من بعيد مشاهد الحزن التي خيمت على الحي، الذي ترعرع فيه ياسين. الكل هناك يشد على يد العائلة التي يضع كل أفرادها أياديهم على قلوبهم كلما رن الهاتف. تارة يبكون، وتارة يدعون وبين هذا وذاك يسرد المقربون منه تفاصيل من قصة الطيار المغربي الذي عشق المخاطر منذ نعومة أظافره على الرغم من ان مظهره لم يكن يشي بذلك.
حالة من الانتظار والترقب تخيم على منزل الطيار المغربي ياسين بحتي، 26عاما. في منزل الاسرة بحي السدري ،أسرة ياسين التي يمزقها الانتظار تماماً كما مزقتها الصور التي تم ترويجها على انها لابنها المختفي.
نور الدين حتي، والد ياسين، بدا اكثر افراد العائلة تماسكا على الرغم من عيونه الدامعة التي كانت تخونه بين الفينة والأخرى لتعكس عمق حزنه على فلذة كبده. يقول نور الدين “منذ صباح امس الاثنين وانا في تواصل دائم مع عدد من الجنرالات الذين أكدوا لي انه لحدود الساعة مصير ابني غير معروف”، مضيفا “انا لا اعلم لحد الان ما ان كان ابني توفي ام أسير لدى الحوثيين، والخبر الوحيد الذي أكده لي الجنرالات الذين اتصلوا بي وهو ان الطائرة التي كان يقودها لم يتم قصفها، وإنما سقطت بسبب عطب تقني”.
الاسرة الصغيرة والكبيرة وحتى الجيران الكل ينتظر الخبر اليقين..وكلما رن الهاتف التفت العائلة حول الأب نور الدين لمعرفة المتصل وما يحمل من اخبار. يقول “سمعنا اخبار كثيرة، منها ما يؤلم ومنها ما يفرح، ونحن نأمل ان تكون نهاية قصة ياسين مفرحة”.