رسم جلالة الملك محمد السادس، بوصفه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في “الأمر اليومي” الذي وجهه إلى الجيش، لمناسبة الذكرى 59 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، معالم التوجه الذي يتوجب السير عليه، في الفترة المقبلة، من قبل مختلف مكونات الجيش.
وكشفت مضامين الأمر اليومي، لجلالة الملك، أن القوات المسلحة الملكية، اتسع مجال تدخلاتها دوليا ووطنيا، وأنها قطعت أشواطا جيدة على مستوى تحديث عتادها، ومطالبة بتكثيف التكوين الميداني لأفرادها، سيما، عبر مضاعفة المناورات العسكرية الميدانية المشتركة مع جيوش دول حليفة، ومواصلة اليقظة واستيعاب التحديات التي تطرحها التحولات الدولية.
وقال جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن العالم والمجتمع الدولي يعيشان “تحولات سريعة، أفرزت أشكالا جديدة من التحديات”، تقتضي من مكونات القوات المسلحة الملكية، “استيعاب الظرفية الدقيقة لهذا الواقع في كل أبعاده، والتعامل معه بكل تبصر وحكمة”. وأضاف جلالته أن على القوات المسلحة، مواصلة “العمل بكامل اليقظة”، من أجل “صون مقدساتنا، وحماية هويتنا، وتحصين كياننا، مجندين أنفسنا دائما للحفاظ على سيادة وطننا وعلى أمنه ووحدة ترابه”.
وأبلغ جلالة الملك، في الأمر اليومي، الذي تلي بمختلف الثكنات، القوات المسلحة الملكية، أن مقومات وقدرات الجيوش الحديثة، تنبني على تطوير العتاد، بالتوازي مع التكوين النظري والميداني.
وقال جلالة الملك “إن مقومات وقدرات الجيوش الحديثة، ترتكز أساسا، علاوة على العتاد المتطور ووسائل الدعم والإسناد اللازمة، على نوعية التكوين وكذا المعنويات العالية التي تمكن من التأقلم السريع مع المتغيرات الميدانية”.
وأكد الملك محمد السادس، على أنه، حرص دوما، “على ضرورة التكوين العسكري والتدريب الميداني وجعله أرضية صلبة لبناء الكفاءات وتعزيز القدرات، وتأهيل الجنود معنويا ليواكبوا كل المستجدات التي يتطلبها اتساع نطاق المهمات الموكولة إليهم”.
وأبرز جلالته، أن ذلك الحرص، من نتائجه أن “أصبح تكويننا العسكري يرقى إلى مستوى طموحاتنا، ويحظى بالمصداقية والسمعة الطيبة دوليا وقاريا”.
ووقف جلالته عند حصيلة القوات المسلحة الملكية في الفترة الماضية، فركز على التنويه، بمخطط “حذر”، وبتدخلات الإغاثة داخل أرض الوطن وخارجه، والتي عكست عبرها مختلف مكونات الجيش البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، تحليها بقيم العطاء والتضحية والتضامن.
وقال الملك مخاطبا تلك المكونات ومسؤوليها وعناصرها: “نثمن عاليا إسهامكم الفعال إلى جانب المصالح المختصة، سواء في إطار عمليات الإنقاذ والإغاثة، أو من أجل فك العزلة والمساعدة الإنسانية، وإيصال الإمدادات الغذائية والطبية لفائدة المناطق المنكوبة من جراء السيول والتقلبات المناخية القاسية”.
وحضر مخطط “حذر”، في الأمر اليومي لجلالة الملك، فنوه به، قائلا إن تفعيل ذلك المخطط الأمني المشترك، جاء نظرا للظرفية الدولية والإقليمية الراهنة، التي تتسم بتعاظم التحديات والأزمات العابرة للحدود، ومن أجل تحصين أمن واستقرار المغرب. كما حضر اسم الطيار ياسين بحتي، المفقود في اليمن، منذ الأحد الماضي، بعد سقوط طائرة “إف 16″، التي كان يقودها، في حفل تخليد الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، الذي ترأسه الملك بالبيضاء.
وقال عبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر، في كلمة، الملك، أن الجميع يستحضر، “بعميق مشاعر التأثر، فقدان الملازم الطيار ياسين بحتي، التابع للقاعدة الجوية السادسة للقوات الملكية الجوية، وذلك خلال القيام بواجبه ضمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ، من أجل إعادة الشرعية في اليمن”.