ربما الرجل الكتوم، عبد اللطيف الحموشي الذي يشتغل كثيرا و يتكلم قليلا، لم يكن ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﺬﺍ التشريف و التكليف ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻣﺪﻳﺮﻳﺘﻴﻦ، ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ و الأمن الوطني.
ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﻮﺷﻲ ﻣﺪﻳﺮﺍ عاما ﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ الأمن ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ لم يكن بالصدفة بل هو مائة بالمائة نتيجة من “جد وجد و من زرع حصد”.
ثم إن تعيينه على رأس القطاع الأمني، أحد ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ، ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ منه ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﻔﺮﺽ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ لتسليمه ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﻴﻦ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ قبضته ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ.
ﻳﺄﺗﻲ التكليف كذلك ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ النتائج ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺤﻤﻮﺷﻲ، ﻭ الثقة المولوية التي وصلت إلى ﺣﺪ ﺧﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺴﺖ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ في شخص مديرها الذي ﺭﺍﻛﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻬﻴﻨﺔ، ﻭﺻﺎﺩﻑ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻪ ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺿﻌﺖ الآليات ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ.
قرار التعيين هذا، جعل المتتبع يرى فيه ﻓﺮﺻﺔ للأمن للتدوق بحلاوة ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ “ﺍﻟﺪﻳﺴﺘﻲ”، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺟﻬﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ.
عشور دويسي