زنا المحارم، آفة على هامش المجتمع ولكنها مرفوضة في كل المجتمعات، وكل التوجهات تلعنها، غير أن المجتمع المغرب استيقظ غير ما مر على مشاهد بشعة اقشعرت لها الأبدان، بعضها إنتهى بطريقة تراجيدية، والكثير منها انتهى في دراهات المحاكم.
في مكناس كانت حياة عائلة “معاذ” هادئة وتسير بإيقاع مثيلاتها من العائلات في العاصمة الإسماعيلية.
لم تكن لمعاذ الذي غادر مقاعد الدراسة باكرا عائلة ميسورة، ودفعه الفراغ بعد مغادرة الحياة الدراسية الى الاحتكاك أكثر بمحيطه في الحي. كان هذا الفراغ القاسم المشترك بين الأصدقاء الجدد لمعاذ الذين كانوا سباقين إلى “البلية”.
من السجائر إلى المخدرات إلى حبات القرقوبي وجد ابن العاصمة الإسماعيلية ملاذا افتراضيا ووهميا للهروب من قهر الواقع المزري الذي ظل يعيشه طيلة سنين، ولم يحاول قط الخروج منه، ما فعله فقط هو النسيان اللحظي بالمخدرات.
جرعة اليوم أعلى من جرعات الأمس وحبوب الهلوسة في الحاضر أقوى وأكثر من مثيلاتها في السابق، على هذا المنوال ظل يعيش معاذ لسنوات.
في أحد صباحات فصل الصيف بمكناس ستتجه والدة معاذ إلى طبيب الحي لاستشارته في مرض ألم بها. أم معاذ منذ شهور منشغلة بسائل تجده بعد الاستيقاظ من النوم في دبرها في أكثر من صباح، وقبل ذلك استشارت صديقاتها من الجارات ونساء الحي لكنها لم تهتد إلى السبب أو المرض الذي قد يدفع إلى خروج سائل من هذا المكان الحساس في جسدها.
جواب الطبيب عن السبب كان صاعقة… “لالة ما عندك حتى مرض.. وهادا ماشي ماء عادي.. هذا ماء الرجال”. لم يكن ليخطر ببال السيدة التي تجاوز سنها الستين أن السائل الصباحي مني.
وسوس لها شيطان نفسها أنها مسكونة بجان يضاجعها، وحكت الأمر لأقرب المقربات، لكن تبريرات من سبقنها الى الإيمان بسكن الجان لجسد الإنسان لم تكن لتستقيم مع حالتها، كانت حالتها مختلفة عن باقي الحالات المروية.
فطنت الأم إلى أن المني الذي تجده صباحا يسبقه تناول مشروب خاص كان يعده ابنها.
في إحدى الليالي قررت أم معاذ ألا تشرب هذا المشروب على غير العادة، وتظاهرت بعدما أفرغت الكأس بالنوم. كانت المفاجأة مصيبة، معاذ وتحت تخدير حبوب الهلوسة حاول وطأ أمه من دبرها.
لقد كان معاذ يخدر أمه ويأتيها كما تأتى البعير، إلى هذه الخلاصة اهتدت السيدة المكناسية.
رأى معاذ أمه تستفيق من نومها على غير عادتهاو تصيح علاش أ ولدي علاش ؟، فذهل وألقت به الصدمة إلى خارج البيت، حيث اختار أن ينزوي بعيدا بعدما فضحته نظرات الوالدة وآلمه صمتها رغم وقع جرعات المخدر العالية التي كان يتناولها.
قضى معاذ أياما بلياليها خارج البيت، يبيت في العراء مشردا يفترش الأرض ويلتحف قساوة العيش، إلى أن طغى القلب على العقل، وخرجت الأم بحنانها بحثا عن فلذة كبدها رغم سوء الفعل، ورجته أن يعود إلى البيت طاوية صفحة قاسية من حياة الأمومة.