قبل قليل انطلقت برحاب باب المكينة بفاس افتتاحية الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان الموسيقى الروحية العريقة بحضور الأميرة الجليلة لآلة سلمى .
متتبعون أشاروا أن دورة هذه السنة وقبل انطلاقها شابتها الكثير من الإختلالات التنظيمية من لدن مؤسسة روح فاس منظمة النشاط ، انطلاقا من الفوضى والإرتباك التي شابت عملية دعوة الفرق الموسيقية ، مرورا بالخلل الذي شاب طريقة ونوعية انتقاء الفرق والمواد الغنائية المشاركة والتي يستوجب أن تكون متناغمة مع روح و شعار الدورة ، انتهاءا بالإنتقائية المريعة والعشوائية التي طبعت عملية منح البطائق الصحفية لنساء ورجال الإعلام والصحافة ، إذ لوحظ في هذه الدورة أنه تم منح بطائق صحفية لأشخاص دخلاء لا علاقة لهم بالجسم الصحفي في مقابل منع صحافيين معتمدين من لدن مؤسسات اعلامية وطنية ودولية حضور الدورة .
حفل الإفتتاح تميز في مستهله بحفاوة الإستقبال التي خص بها الحضور والمدعوون الأميرة لآلة سلمى ، إذ لوحظت جموع المدعوين من المغاربة والأجانب وهم يلوحون بأيديهم ترحيبا بمقدم الأميرة الجليلة، لكن مباشرة وبعد انطلاق أولى الفقرات الغنائية والتي كانت عبارة عن أهازيج لفرق فولكلورية أطلسية لوحظت جموع الحضور من المغاربة والأجانب وهي تنسحب تباعا من فضاء باب المكينة ، تعبيرا منهم عن تذمرهم وعدم رضاهم وابتعاد الأنواع الموسيقية المعروضة عن روح وفلسفة شعار الدورة المجسدة لمهرجان عريق إسمه الموسيقى الروحية .
متتبعون وخبراء أكدوا أن واقع مهرجان الموسيقى الروحية اليوم وما وصل إليه من مستوى انتكاسة خطيرة يضرب بعمق الثقة المولوية السامية التي وضعها عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله لهذا المهرجان ، وللثقة المستمرة والحضور المتميز الذي يحضى به كل سنة من طرف الأميرة الجليلة لآلة سلمى .
هذا وقد أرجع محللون ونقاد ومتتبعون سبب هذه الانتكاسة لخلل تدبيري فضيع تعيش على ايقاعه إدارة المهرجان خلال السنوات الأخيرة ، تمثل وحسب وصفهم في ضعف تكوين الأطر الادارية المشرفة على إدارة المهرجان ، إذ وقف متتبعون ومحللون على واقع خطير يتمثل في استقدام شباب لا خبرة ولا دراية لهم بهذا النوع من التنظيم ، تم إقحامهم في إدارة المهرجان سوى فقط لكونهم تربطهم علاقات أسرية وقرابة وزبونية بمنتخبين ونافذين بالمدينة .
هذا وقد استحضر كثير من المتتبعين وعشاق المهرجان ورواده وبحرقة أيام المهرجان في ظل تدبير كل من السيد القباج وعبد الحق العزوزي وفوزي الصقلي وآخرون .