تعيش عدة أحياء بفاس، مستوى من التهميش ،باعتبار هاته الأحياء الشعبية رقعة للصمت الرهيب والإقصاء، ورغم كل ذلك هي صامتة، وكأنها غدت غنية ،لأنها مناطق لا تتوفر على لاشيء لا على محلات تجارية كبرى و لا على مقاهي فاخرة و لا على مطاعم أو أندية ، ولكنها غنية غنى النفس ،هي صامتة بدون تعليق وبدون طلب، حتى لوكان ذلك الطلب ضروريا بالنسبة للحياة . علما أنها أحياء بدون مواصفات تذكر،أحياء لا تتوفر حتى على مساحة عشرين مترا كمجال أخضر، وفي غياب وحرمان تام من مستوصفات تخدم المواطن الفاسي، مصيبة المرضى المساكين ، أنهم في محنتهم مع المرض إذا قصدهم بالليل يجدون الفراغ القاتل ،ما يجعل العديد منهم مضطرين على مضض للذهاب مسافات للمركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني،ويجبرون على أداء مصاريف ليست في متناولهم للظفر بفحوصات جد بسيطة .. فيا حسرتاه ؟ أين هبة الحاضرة الإدريسية من الذين يتشدقون بالوطنية؟ وأين كلامهم المعسول في حملاتهم الانتخابية؟ أحياؤنا كبندباب و باب فتوح و عين النقبي و سيدي بوجيدة و زواغة و بنسودة و اعوينات الحجاج … احتقرت وهمشت و طالها النسيان بفعل سياسة مغلوطة لمسؤولين لايهمهم سوى مصالحهم الخاصة ، وكلما اقتربت الاستحقاقات يبتسمون ابتسامة ماكرة في وجوه الساكنة ولأجل الظفر بثقتهم وها هم يركبون على مشاريع وأموال الجهة
فرغم طبولهم و ندواتهم ومساحيقهم الظرفية الباهتة ، فسكان فاس الأحرار ملوا ونسوا أنهم في أحياء تسير وفق التنمية المنشودة حقا كل شيء يوحي إليك بهاته المدينة المحاصرة بين كثل إسمنتية فقط هنا وهناك ، وسط فوضى عارمة ، لعشوائية أثثت كل فضاء المدينة في كل شيء .لا رؤى هيكلية واضحة لدى المجلس الجماعي تراعي الجانب البيئي وما له من دور فعال ،.ليس فقط في إضفاء الجمالية على المناطق المهمشة بل أكثر من ذلك، دوره الفعال في التعديل الايكولوجي الذي يعود بالفائدة على المحيط والبشر معا.