ﺇﻥ السياسة اليوم ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ خطاب ﺃﺳﻮﺩ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ الشباب حزنا.
ﻛﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺡ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻴﻘﻈﺔ القادة السياسيين، ﻛﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ يكون ذلك اللقاء بالمركب الثقافي عبد العزيز بن ادريس، ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ الحزبي، المدينة العتيقة كلها. ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻢ شاب من الشباب العاطل بالمدينة ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻮﻑ ينطبع ﻓﻰ أذانه ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ للخطاب السياسي ﺍﻟﺬﻯ قدمه أمين عام حزب علال الفاسي، صورة ﺑﺎﺋﺴﺔ ينشأ ﻋﻠﻴﻬﺎ شباب المدينة العلمية.
السيد حميد شباط، الذي نجح بعض المناضلين الإستقلاليين الأوفياء للحزب، في جمع عدد كبير من ساكنة فاس، من كل أنحائها، لم يأت بجديد في كلامه القريب من النقابي، البعيد كل البعد عن السياسي.
كنا نتمنى أن ينكب الأمين العام على منجزات حزب الإستقلال و شبيبة حزب الإستقلال التي لا نسمع عنها أدنى شيء، و عن المرأة الإستقلالية و…و…عوض تركيز كلامه على بنكيران و حكومة بنكيران.كنا نتمنى أن يقول للحاضرين ما هي القيمة المضافة التي جاء بها لمدينة فاس بصفته عمدة المدينة كمثل قيمة الإستثمارات و عدد المصانع الجديدة في فاس لتقليص البطالة.
خاطبنا السيد الأمين العام عن البطالة و الأمن و حمل المسؤولية لرئيس الحكومة، متجنبا مسؤوليته كنائب برلماني لأكثر من عقدة، و عمدة لمدينة فاس أوصله إليها شباب فاس.
إن الشيء إذا زاد عن حده، إنقلب إلى ضده….. لم نسمع من قبل عن تواطئ بعض رجال الأمن مع العصابات، لولا أحداث بن سودة و التي لولا التدخل الأمني السريع و نجاعته في ضبط الأمور و الحفاظ على النظام العام، لوصلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. أين هو التواطؤ ؟.
لقد ﺃﺷﺎﺭ السيد الأمين العام ﻓﻰ ﻛﻠﻤﺘﻪ أن الإجرام و الإنحراف في دروب المدينة في تفاقم، ناسيا أو متناسيا ما سبق أن قاله بنكيران في بوزنيقة : “من فاس العلمية إلى فاس الإجرامية”. ماذا كان يقصد بنكيران بكلامه ؟.
في من نتق اليوم، شباط أم بنكيران ؟
إلى ما قيل سابقا أم ما يقال اليوم، سيما و أن التهمة متبادلة بين بنكيران و شباط و “الحيط لقصير الأمن” ؟.
إن ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺘﻠﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ السياسة مرتبطة ﺑﺎﻟﺬﻯ ﻧﺮﺍﻩ و نسمعه الآن، ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺴﺘﻐﺮﻕ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﻟﻜﻰ ﻧﻌﻴﺪ الخطاب السياسي ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، متسائلين ﻛﻴﻒ ﺳﻨﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ نمحي الﺻﻮﺭﺓ السوداء للأحزاب ﺍﻟﺘﻰ ﻃﺒﻌﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ القادة الحزبية ؟،
ﺇﻥ حضورنا و ما سمعناه من خطاب أسود و الذي اكتوى المواطن بناره، لا يسعنا إلا أن نقول “ناجح” ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ : ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
عشور دويسي