بقلم الأستاذة آمال السقاط
يختلف اثنان على ما تمثله الرحمة من قداسة .,كخلق جامع ,مانع لكل قيم الحق والخير والمحبة في هذا الوجود .,وليس غريبا اذا ما وجدنا القران الكريم وهو يخاطب نبي الرحمة بقوله”وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ” لنستشف الغاية العظمى للرسالة المحمدية الكريمة .,الحاتة على التشبع والتحلي باسمى الاخلاق وافضلها ,والتزود باكمل الصفات واطيبها ,واتخاذ القدوة من رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .,والذي قال في شانه رب العزة والحق جل جلاله وعظم شانه “وانك لعلى خلق عظيم”. اجل, لقد تكرر مصطلح الرحمة مئات المرات في القران تاكيدا ,وترسيخا لهذا الخلق العظيم ,الذي ان دل على شئ ,فانما يدل على المنبع الطاهر الصا في الزلال العذب ,الذي علينا ان نرتوي منه لنروي غيرنا فتصير حياتنا ارضا خصبة معطاء,بل نعيم جنة خضراء., فهي اذن بمثابة العروة الوثقى والفضيلة الانقى والارقى والابقى ,والتي كلما تمسكنا بها الا وتكاتفت فروعها وقويت فنمت واخصبت ثم ا ثمرت وا عطت وسخيت . مهلا هلا سالت نفسك اخي ,وانت تريد القيام باي عمل لما تبداه بذكرك”بسم الله الرحمان الرحيم”فما ذلك الا لتجعل قيمة الرحمة حاضرة باستمرار في وعيك,ووعي الناس كذلك .,وحتى يكون التعامل فيما بينك واياهم قائما على هذا الاساس من التراحم والتوادد والتعاون والتكامل .,فالله سبحانه وتعالى هوالرحمان الرحيم ,ورحمته وسعت كل شئ والله جل جلاله وعلا شانه ,يحب من عباده ان يكونوا على صفته , وان يتحلوا باخلاقه سبحانه اذ يقول في كتابه المين “ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم”فرحمة الله اذن سبب واصل بين الله وعباده,بها ارسل رسله اليهم ,وانزل كتبه عليهم ,وبها هداهم ,وبها يسكنهم دار توابه , وبها يرزقهم ويعافيهم وينعم عليهم .,فبينهم وبينه سبب العبودية ,وبينه وبينهم سبب الرحمة “يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”سورة يونس اية(57 58). اما الذين نزعت من قلوبهم الرحمة فهم “كالحجارة او اشد قسوة كما جاء في كتابه المبين من سورة البقرة.فاكبر عدو اذن يهدد توازن واستقرار المجتمع وامنه الاجتماعي ., و كذا استمراريته بشكل متراص البنيان موحد الكيان هو اندثار الرحمة على وجه الارض ,هو تحجر القلوب وجفاءها .,وعمي البصائر التي في الصدور بدليل قوله عزوجل في كتابه المبين “افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب بعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصا ر ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”الحج 46” فالانسان لا يتميز بانسانيته الا بقلبه وروحه حيث يشعر ,ينفعل ويتاثر ,و حيث يرحم ويتالم.,وحيت يرق لالام اخيه الانسان فيسعى لازالتها اما مواسيا او ناصحا او مرشدابرفق ولين متمنيا هدايته في كل وقت وحين ., مقتديا بالرسول الامين “فبما رحمة من الله لنلت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” ., كماانه من اسباب جفاء وتحجر القلوب الابتعاد عن الوازع الديني وفقدان الثقة في الاخر ,وطغيان ثم استئساد لغة الانا عوض استشراف لغة النحن ,لان من شان هذا الامر ان يخلخل توازن المجتمع ,بل ويزلزل كيانه وقد يوشك تدميره . ,وعلى العكس من ذلك يمكننا القول انه بوجود الثقةنحقق الوثوق في وبالمجتمع ,وفي مكوناته والياته رغم تعدد اختلافاتها , وتباين تنوعاتها ما دامت الغاية واحدة وموحدة ,على اعتبار ان الرحمة هي سلوك نتعامل به اولا انطلاقا من التربية التي تشربناها منذ الصغر بغاية التشييد والبناء والتاسيس .,ولكن ايضا من خلال ما يزودنا به المجتمع من سلوكات وقيم مفروضة كانت او مرفوضة ,او من دروس في الحياة او مواعيظ وعبر ,انطلاقا من الواقع المعيش .,ذلك ان هذا التعامل رهين بذاك ,وتلك نتيجة وحصيلة من ذلك ,كل حسب طبعه وصبغته ,وتربته ومعدنه,ونشاته.فالرحمة اذن هي هي الاساس والعماد لكل بناء وتاسيس نرغبه متوازنا ,او علاقات انسانية وازنة حكيمة محصنة.خلاصة القول اذن ان هذه الثقة ,وهذا الوثوق هما عملتان اساسيتان لتجسيد التقوى كفعل ملموس لواقع مدروس,وكقيمة خلقية مداومة على نشر الرحمة في الارض والبلاد بين سائر المخلوقات والعباد .,حيث الرعاية والرفق المحبد المعتاد,ونكران الذات والايثار بالمال والزاد وبالكلام الطيب الهادف المفيد النفاذ, لا لشئ الا لان الرحمة هي البلسم والدواء المعجز المحقق لامحالة التوازن والاستقرار, والامن والامان ؟والسلم والسلام لكل منا .,ولان الرحمة وبكل اختصار هي نعم الخلق الراعي لكل الحقوق دون افراط اوتفريط. فهلا وعينا بالقدر الكافي ,لنحافظ على هذا المنبع الصافي,والدواء الشافي متحابين متاخين دون تجافي؟؟؟؟؟؟؟.”ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ,وهب لنا من لدنك رحمة”