قد يلاحظ المتتبع أن ﺑﻌﺾ الأشخاص ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻛﺴﻼﺡ ﻳﺸﻬﺮﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ المسؤولين ﻛﻠﻤﺎ ﺑﺮﺯﺕ ﺑﻌﺾ “ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ.
ﻫﺬﺍ الأمر ﺃﺿﺤﻰ ﻛﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ الضعفاء ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ مسؤولين عينوا بظهير شريف و تقة مولوية.
ﻭ ﻟﻸﺳﻒ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ قومت “ﺍﻋﻮﺟﺎﺟﺎ” إذا ما كان هناك اعوجاج.
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺃﺭﻭﻉ ﻭ ﺃﻧﺠﺢ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ الإحترام و ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ و التكامل ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ البناء ﺑﻴﻦ المواطن و المسؤول، ﻭ ﻟﻜﻦ البعض ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻪ أبدا.
ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ بالبيانات و الوقفات و المسيرات أو ﺑﺄﺧﺮﻯ، ﻭ ﺳﻴﻠﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺟﺪﺍ للتعامل، ﻭ ﺗﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ المسؤولين ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺳﻠﺒﻴﺔ تفقدهم ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ بالتشاركية ﻭ التي هي ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ما نحتاج إليها.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ، ﻻ ﻳﺤﻤﻞ احتراما ﻟﻮﺟﻮﺩ دولة و مؤسسات ﻓﻲ هذا الوطن، ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ إلا ﺇﻧﻬﺎﻙ ﻧﻔﺴﻴﺔ المسؤول الذي عين نظرا لقدراته و اجتهاداته.
قد يكون المسؤول السابق ﻗﺪ عود ذلك الشخص…ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ خاصة……، ﺛﻢ انقطعت ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ مع المسؤول الجديد، ﻓﺘﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﻳﻠﺠﺄ “صاحبنا” ﺇﻟﻰ تهديده ببيانات و وسائل أخرى عله يتصرف كما كان سالفه ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻠﺠﺄ لتهديده بالمسيرات ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﺿﻐﻂ، ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ المسؤول “ما افهمش راسو….”.
ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ الأسباب كذلك ﺭﺍﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ “الحاقد” ﻧﻔﺴﻪ لأنه ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ، ﺃﻭ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ المسؤول ﻟﻪ ﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﻮﻳﺤﻪ بالبيانات ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ مجموعته….
و قد ﻳﻌﺘﻘﺪ هذا الشخص ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﺷﻐﺎﻝ المسؤول ﻭ حته ﻋﻠﻰ ﺑﺬﻝ مجهود “للعطاء…” ﺃﻭ الإنشغال ﻋﻨﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ…..
ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺗﻨﻔﻴﺴﺎ ﻋﻦ غضبه ﻟﻌﺪﻡ تمكنه ﻣﻦ جلب المسؤول إليه، ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ كان هذا الأخير ﺫﺍﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭ هو ﺑﺬﻟﻚ ينتقم لماضيه الحزين.
ﻭ قد يفعل ﺫﻟﻚ أيضا ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ “خالف تعرف”، ﻟﻴﺮﻯ بتهديداته و اتهاماته المتكررة، ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ المسؤول ﻟﻪ ﻣﻦ خوف، ﻭ يعتبر ﻫﺬﺍ التصرف ﺛﻘﻴﻼ ﻗﺪ ﻳﻜﻠﻒ صاحبنا هذا، ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺛﻘﺔ المسؤولين جميعا ﺑﻪ.
عشور دويسي