لقد كانت ﻣﻬﻤﻪ الحسن الثاني رحمه الله، ﺗﺮﺑﻴة ﻭ تكوين ولي العهد للخلافة و إعداد أمراء ﻣﺘﻮﺍزنين، ناجحين، سعداء، نافعين لنفسهم ﻭ للشعب المغربي.
كان ﻳﻮﺍﺟﻪ المملكة المغربية تحديا كبيرا ﻭ خاصة ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﻩ ﻣﺆﺛﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﻪ قد ﺗﺆﺛﺮ بصورة أو ﺑﺄﺧﺮﻱ على شخصية ﻭ خلفية ولي العهد أنذاك ملك المغرب اليوم محمد السادس نصره الله.
و من أهم ما كان يرغب المرحوم الحسن الثاني ﻓﻲ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﻓﻲ خليفته ﻫﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ على ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺐ سخصية قيادية ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ.
توفي الحسن الثاني و بفضله رحمه الله نجح محمد السادس ﻓﻲ حياته، تميز، برز ﻭ أضاف لنفسه ﻭ لشعبه ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ.
لقد ﻏﺮﺱ المغفور له الحسن الثاني في الإبن البار، ﺻﻔﺎﺕ القيادية ﻭ قوة الشخصية. كما عمل على إعداد ﻗﺎﺋﺪ ﻳﺜﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻳﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻣﺘﻪ، و كان هدفه قدس الله روحه، ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻓﻲ تربية الملك ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻭ ﺯﺭﻉ ﺗﻠﻚ الصفة فيه، تكسبه القدرة ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ الضرورية ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ هوية الأمة ﻭ ﺭﻗﻴﻬﺎ بعيدا ﻋﻦ التبعية ﻭ ﺍﻟﺬﻭﺑﺎﻥ ﻭ الإنهيار.
لم يتربى محمد السادس نصره الله على القيادية التي هي ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ الآخرين ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ الأنانية ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ، بل على القيادية التي هي ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭ للشعب، ﻭ ﺛﻘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭ ﺗﺤﻤﻞ للمسئولية، ﻭ القدرة ﻋﻠﻲ إدارة الأمور، ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ الحياة ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺛﻴﺮ الإيجابي ﻓﻲ الآخرين.ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ الشعوب العربية تشكو ﻣﻦ أن رؤسائهم ﺗﺎﺑﻌﻴﻦ “لأصدقائهم الغربيين” ﻭ لهذا ﻧﺠﺪ أن هؤلاء ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﺮﺃﺳﻮﺍ ﺍﻭ ﻳﻘﻮﺩﻭﺍ شعوبهم، و لا ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ أنفسهم و دولهم ﺑﺴﻬﻮﻟﻪ، ﻭ ﻳﻌﺠﺰﻭﻥ ﻋﻦ إبراز ﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ كاملة أو إثبات ﺫﺍﺗﻬﻢ للآخرين، و لا ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﺎ ﺳﻠﺒﻲ ﻳﻜﻮﻥ على ﻋﻜﺲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ أو ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ، ﻭ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ب “الغرب” ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻛﻤﺎ يملى عليهم ﺗﻤﺎﻣﺎ، و…..و….ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺷﺊ مرفوض من ملك الفقراء، الإنسان، الأسد بن الأسد، محمد السادس حفظه الله و نصره.
عشور دويسي