تحوّل المشهد الذي يستقبل فيه رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أثناء نزول طائرة هذا الأخير بالمغرب يوم الأحد 2 غشت/أغسطس لقضاء ما تبقى من عطلته الصيفية، إلى جدل واسع على الشبكات الاجتماعية بين المغاربة، وذلك بعدما انحنى بنكيران لتقبيل كتفي العاهل السعودي.
وقد انقسمت آراء المغاربة بين من رأى في طريقة سلام بنكيران ترحيبًا وإكرامًا مغربيًا للضيف، خاصة وأنه حاكم السعودية التي يقصدها آلاف المسلمين سنويًا لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، أي الحج، وبين من رأى في طريقة السلام “انبطاحًا واستصغارًا لمركز رئيس الحكومة المغربية”، الذي من المفروض حسب التعاليق أن لا يبالغ في طريقة احترامه لرؤساء وحكام الدول الأخرى.
وكتب سعيد: ” من حق بنكيران أن يستقبل سيده ملك السعودية مقبلًا كتفه أو راكعًا، لأن من رضع الاستبداد يستحيل أن يتصرّف كرئيس حكومة بكل ما يقتضيه البروتوكول والكرامة”، كما كتب محمد “لا أعتقد أن السيد بنكيران يستوعب أنه في منصب يمثل فيه الشعب العربي، فلو كان ذلك، لما قبل كتف الملك السعودي”.
غير أن هناك من دافع عن الطريقة التي أدى بها بنكيران السلام، إذ كتب أحمد:” هذه هي شيم أخلاق المغاربة التي تربينا عليها، فمرحبا بكل من يحترم بلدنا و يقدر مبادئنا، سواء كان سعوديا .. مصريا..فرنسيا.. أو أيًا كان عرقه أو أصله”، وكتب عزيز: “بنكيران يمثل المغرب والدولة المغربية و استقباله للملك السعودي تأدية لوظيفته، وسلمان بن عبد العزيز مرحب به في بلده”.
ووقف مراد بين الاثنين عندما كتب: “الملوك الذين تعاقبوا على حكم السعودية تجمعهم علاقة محبة خالصة مع ملوك وشعب المغرب، أنا لم تعجبني طريقة بن كيران، أما ملك السعودية فمرحبا به في بلده المغرب”.
وإذا كانت الطريقة التي أدى بها بنكيران السلام قد فتحت نقاشًا بين مؤيد ومعارض، فإن الطريقة التي سلّم بها مسؤول مغربي آخر على الملك السعودي، أثارت ردود فعل ساخرة في الغالب، إذ انهال المسؤول بالتقبيل على يد سلمان بن عبد العزيز، ممّا جعل مشهده يطوف في موقع فيسبوك.
جدير بالذكر، أن العاهل السعودي وصل إلى المغرب قادمًا من بلدة فالوريس الفرنسية التي قضى بها ثمانية أيام، في عطلة شهدت ضجة كبيرة بعد إعلان سلطات المدينة إيقاف فتح شاطئ المدينة أمام المصطافين حرصًا على رغبة محيط الملك سلمان بن عبد العزيز، ممّا أثار انتقادات واسعة.