توصلت “فاس نيوز” برسالة من عائلة ” الشوهة عز الدين” المعتقل ب سجن تولال 1، تسرد فيها معاناة الأخير داخل الأسوار، وتناشد المندوب العام لإدارة السجون و إعادة الإدماج قصد التدخل العاجل لرفع الحيف الذي طال إبنها مع باقي الطلبة المعتقلين، وتطالبه بإيفاد لجان للتقصي حول ما يقع داخل ذات السجن، كما ناشدته كذلك بالتدخل من أجل ترحيل ابنها إلى سجن عكاشة الذي لا زال يتابع به دراسته الجامعية و يود متابعة التكوين المهني بشعبة رسم البناء التي لا توجد بسجن تولال 1.
نص الرسالة:
إنه من دواعي الأسى و الأسف أن تتقدم عائلة المعتقل الشوهة عز الدين طالب جامعي بشكاية إستنكارية الى جميع الضمائر الحية بالمجتمع بما فيهم القائمين على تدبير قطاع السجون بالمغرب خصوصا رئيس الحكومة و المندوب العام لإدارة السجون و إعادة الإدماج قصد التدخل العاجل لرفع الحيف الذي طال إبنها مع باقي الطلبة الأخرين المعتقلين بدورهم في سجن تولال 1 و تحسين أوضاعهم أقل ما يمكن أن يقال عليها أنها مزرية مقارنة مع مجموعة من السجناء ذوي الإمتيازات الخاصة حيث أن الإدارة السجنية تشن في كل مرة حملات الترهيب و التهديد بترحيلهم إلى سجون أمنية مشددة أو إلى سجون بعيدة و ذلك عند مطالبتهم بأبسط الحقوق المشروعة و المكفولة دستورا و قانونا كالحق في متابعة دراستهم عن طريق توفير و تيسير كل ظروف التحصيل العلمي كالمحاضرات و قاعات المطالعة وأماكن الإيواء الخاصة بالطلبة و الحق كذلك في تغدية صحية كما و كيفا و كذلك الحق في الصحة و الفسحة و الرياضة و هلم جرا و للإشارة فإن هذا السجن يعتبر من بين السجون التى فاحت رائحتها النتنة في مجال تحضير التغدية للسجناء التي لا تليق بمقام الانسان كما وكيفا بسبب تفشي الفساد بهذة المؤسسة خصوصا على مستوى المقتصدية و أكبر دليل على ذلك هي تلاعبات طالت الهبة الملكية مؤخرا لفائدة نزلاء هذا السجن المتعلقة بكميات من السمك العالي الجودة إذ تم الإستلاء على أغلبها و لم يتم توزيع إلا الرديء منها و بكميات قليلة.
و في هذا السياق أزيدكم علما أن هذا السجن يعد من بين السجون التي تنهج نظاما مشددا تجاه طلبة الحق العام لا يستجيب لمعايير الأنسنة و يضرب في صميم سياسة التأهيل و إعادة الإدماج التي تراهن عليها الدولة في سياستها الجنائية.
و أخيرا و ليس بآخرا أحيطكم علما أن إبننا السالف الذكر قد تم ترحيله في بحر هذا الموسم الدراسي من سجن عكاشة الذي يتابع به دراسته الجامعية بمسلك القانون الخاص بالسنة الأخيرة وذلك دون سابق إنذار او إخبار او حتى معرفة سبب ذلك حيث ان هدا القرار أثر سلبا على مشواره الدراسي إذ تعذر عليع الحصول على شهادة الإجازة خلال هذا الموسم بسبب هذا الترحيل حيث لم يتمكن من إستكمال و إعداد البحث تحت إشراف الأستاذ المكلف بالبحث كما أنه لم يتمكن من إجتياز إمتحانات الباكلوريا بسبب تغيير مركز الإمتحان الذي كان مقرر بسجن عكاشة دون كذلك سابق إخبار.
بعد هذة التفاصيل القليلة عن الأوضاع المزرية التي يعيشها طلبة سجن تولال 1 و التي لم يسع المقال ذكرها بكل تفصيل على أمل موافاتكم بها في قادم الأيام إلى جانب مواضيع أخرى ذات صلة بالشأن السجني حري بنا أن نطرح بعض التساؤلات ألم يحين الوقت بعد للدولة تكريس سياسة واضحة تجاه طلبة السجون لا على مستوى فترة الإعتقال و لا على مستوى ما بعد الإفراج من خلال تحسين أوضاعهم أثناء قضاء العقوبة إلى جانب إعطاء أولوية هامة لإدماجهم بسرعة في المجتمع عن طريق إيجاد فرص شغل للمفرج عنهم خصوصا حاملي الشواهد الجامعية؟ ألا تعترف المندوبية العامة أن تحسين وضعية السجون رهين بتحسين أوضاع الطلبة بإعتبارهم قوة رصد وتصدي لجميع مظاهر الفساد أمام لوبيات الموسسات السجنية من بعض المدراء و الموظفين؟ هذة أسئلة و غيرها تبقى معلقة…
لكل ما سلف ذكره نناشد مرة أخرى جميع الضمائر الحية التدخل لتغيير هذة الأوضاع و تحسينها عن طريق إيفاد لجان للتقصي و كذا الإستجابة للمطالب المشروعة لهؤلاء الطلبة اما بخصوص المعتقل الشوهة عز الدين فنناشد السيد المندوب العام من أجل ترحيله إلى سجن عكاشة الذي لا زال يتابع به دراسته الجامعية و يود متابعة التكوين المهني بشعبة رسم البناء التي لا توجد بسجن تولال 1.
و في الختام نوجه تحية إجلال إلى جميع طلبة السجون و إلى جميع الموظفين و الأطر الشرفاء بإدارة السجون.
بهذا تقبلوا مني خالص الإحترام و التقدير
عائلة المعتقل الشوهة عز الدين