النتائج النهائية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية صباح اليوم فيما يتعلق بمدينة فاس، تؤكد الاكتساح المنقطع النظير للعدالة و التنمية لقلعة شباط، الحصن الذي لطالما تغنى به واعتبره ملكه الخاص الذي لا ولن يستطيع احد منافسته فيه.
حزب الاستقلال الذي عمل جاهدا لإزاحة حلفائه الاتحاديين من حكم المدينة قبل اثنا عشر سنة من الآن، كان له فيها الحكم المطلق، لم يستطع الحفاظ على معقله بعدما كان يردد في كل لقاءاته بالمدينة شعار، فاس فاس استقلالية، عصفت ريح العدالة والتنمية بشعاره إلى حين، فقد حصل حزب بنكيران على 72 مقعدا في مجلس المدينة من مجموع 96.
الاكتساح له ما يبرره و يزكيه في الاختلالات التي شابت تدبير الحزب للجماعة لولايتين متتاليتين، يضاف إليه الكارزما التي أصبحت للعدالة والتنمية لدى الكثير من المواطنين، ليس فقط على صعيد فاس بل على المستوى الوطني، وطريقة اشتغالها و تواصلها مع الجمهور، إلى جانب الخطاب الديني الذي توظفه العدالة في علاقتها مع الناس والذي يجد تجاوبا سريعا باعتبار الخصوصية المحافظة للمجتمع المغربي.
السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس الذين منحوا أصواتهم للعدالة والتنمية، إما اقتناعا أو انتقاما من العمدة السابق هو : هل سيكون حزب العدالة والتنمية في مستوى تطلعات و انتظارات ساكنة فاس؟ وهل ستستطيع تحقيق طموح ساكنتها في التنمية و الارتقاء بهذه المدينة العريقة و تاهيلها؟ و هل ستتمكن من الاحتفاظ بالثقة التي تعتبر عقدا بينها وبين سكان المدينة.