الصراع بين العدالة والتنمية وحزب الاستقلال في شخص أمينه العام لم ينته بعد، و شباط لن يهدأ له بال ولن يقبل الهزيمة بسهولة، و طريق تسيير الجماعة لن تكون بالسهولة التي يمكن إن يعتقدها البعض، سيستعمل شباط و المهزومين من خصوم الوافد الجديد كل امتداداتهم داخل المدينة لعرقلة ما يمكن عرقلته في وجه اليزمي لإفشال تجربته واسقاط القلعة من يده.
”سيتي باص” فاس الشركة التي تولت التدبير المفوض للنقل الحضري بفاس تعتبر درعا من أدرع العمدة السابق، و مواردها البشرية لازالت تقدم الولاء التام للامين العام لحزب الاستقلال، ستكون من التحديات التي سيواجهها مدبرو الشأن المحلي الجدد بفاس، و الضربات منها ومن كل منفذ تابع للعمدة السابق ستكون كثيرة وموجعة لتشتيت تركيز عمدة فاس الجديد، وصرف نظره عن القضايا المركزية، وانشغاله بالجزئيات التي لن تقدم للمدينة ما تطمح اليه ساكنتها.
الشركة السالفة الذكر، استقبلت حزب العدالة و التنمية بزيادة فرضتها على بطائق الاشتراك بالنسبة للتلاميذ والطلبة، اعتبرها الرأي العام الفاسي في غير محلها، زيادة بخلفية غير بريئة الغرض منها أولا: تأجيج هذه الفئة المعروفة برد فعلها العنيف وثانيا : اعتبار الزيادة قرار من قرارات عمدتها الذي وثقت به.
حين اعتلى عبد الإله بن كيران مقعد رئاسة الحكومة، لم يجد الطريق معبدة أمامه، فما إن وضع يده على الملفات التي تعتبر شائكة، حتى واجه مقاومة شرسة جعلته في الأخير يستسلم متحججا بكونه مجرد رئيس حكومة.
التدبير اليومي لشؤون المواطنين في المدن والبوادي، لا يقل أهمية عن التدبير الحكومي، إذا لم نقل أنه يتعداه في بعض الأحيان، فهل سيسلك حكام الجهات والجماعات من العدالة والتنمية نفس طريق زعيمهم ويرضخون للعفاريت والتماسيح؟ أم سيكون لهم تقدير وتدبير آخر مخالف؟.