احتل المؤتمر السنوي لحزب المحافظين العناوين الرئيسية للصحف البريطانية ولا سيما كلمة تريزا ماي وزيرة الداخلية بشأن المهاجرين الذين قالت إنهم يهددون التماسك الاجتماعي للبلاد، غير أن صحف الأربعاء تناولت أيضا عددا من قضايا الشرق الأوسط، من أبرزها الهجمات الروسية في سوريا وتراجع التأييد الغربي للأكراد.
البداية من صحيفة الديلي تلغراف ومقال لتيم كولينز بعنوان “يجب أن يكون لسنة سوريا دولتهم الخاصة”.
ويقول كولينز إنه يوجد احتمال قوي أن يصوت البرلمان البريطاني على احتمال المشاركة في الحملة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. ولم يحدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تاريخا للتصويت.
ويقول كولينز إن التصويت الأخير للبرلمان البريطاني بشأن سوريا كان عام 2013 وكان التصويت فيه ضد توجيه ضربة لسوريا.
ويضيف أن “التصويت السابق كان لتوجيه ضربة لنظام الأسد، ولكن التصويت الجديد سيكون بمثابة توجيه ضربة لصالح نظام الأسد ضد خطر أكبر”.
ويرى كولينز أنه في حال موافقة البرلمان، سيصب الهجوم البريطاني أيضا في صالح “جماعة يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، ألا وهي حزب الله اللبناني”.
ويضيف أن الأمر في سوريا ازداد تعقيدا مؤخرا بعد الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد عن طريق قصف كل معارضيه، بما فيهم الجيش السوري الحر والأكراد، الذين تدربهم بريطانيا وتمدهم بالسلاح.
ويقول كولينز إن حقيقة الأمر ان قوات الأسد ما زالت تقتل عددا أكبر من السوريين أكثر مما يقتل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويضيف أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن تركيب تنظيم “الدولة الإسلامية” ذاته تغير جراء الغارات الأمريكية التي تستهدفه. فعلى الرغم من أن البعثيين العراقيين ما زالوا يسيطرون على التنظيم ويتولون قيادة معظم جنوده وهم من المقاتلين السنة العرب، ولكن ضعف التنظيم نسبيا جراء الهجمات الغربية أدى إلى صعود مقاتلين اجانب إلى الصفوف الأمامية.
وتقول الصحيفة إن “القبائل السنية التي تقيم في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تزايد رفضها للتنظيم”.
ويرى كولينز أن “هذه القبائل السنية في حاجة إلى محفز يدفعها للثورة في وجه التنظيم،وأنه يجب إعطاء السنة وطنا بعيدا عن سيطرة إيران ووكلائها وآمن من تنظيم الدولة الاسلامية، ووعود حقيقية بالحصول على العمل والتعليم والأمان”.
وذلك يعني “خلق دولة للعرب السنة بعيدة عن النفوذ الخارجي”.
ننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال لبويتر زالفيسكي بعنوان “انحسار الدعم الغربي للميليشات الكردية”.
ويقول زالفيسكي إنه حتى شهر مضى بدا أن العالم يؤيد حزب العمال الكردستاني، الميليشيات التي تتخذ من المناطق الجبلية شمال العراق مقرا لها.
ويضيف أن حزب العامل الكردستاني وفروعه الاقليمية كان يشن هجمات ضد تنظيم الدولة الاسلامية ويحظى بالدعم والثناء كالقوة الإقليمية الوحيدة التي لديها القدرة والاستعداد على قتال التنظيم برا.
وفي تركيا كان حزب العمال الكردي ملتزما بشروط وقف إطلاق النار ضد عدوه التاريخي المتمثل في الدولة التركية، مما أحيا الآمال بإنهاء صراع راح ضحيته 30 ألف شخص في الأعوام الثلاثين الماضية.
وتقول الصحيفة إن الصورة تغيرت في يوليو / تموز عندما استأنف حزب العمال الكردستاني أعماله المسلحة ضد تركيا، زاعما أن تركيا تبني تحصينات للجيش جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية، مخالفة تعهداتها في محادثات السلام.
ويقول زالفيسكي إن التأييد الذي يحظى به حزب العمال الكردستاني من قبل الغرب تناقص بصورة بالغة.
وقال دبلوماسي أوروبي للصحيفة، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مقترح رفع اسم الحزب من قوائم الإرهاب أصبح أمرا مستبعدا. وأضاف “في هذه الأيام لن يذكر أي شخص في كامل قواه العقلية الأمر”.
ننقل إلى صحيفة التايمز ومقال لهانا لوسيندا سميث بعنوان “بلدوزر داعش يشوه صبيا”.
وتقول سميث إنه من بين الصور التي يحتفظ بها صبي على هاتفه المحمول، يحتفظ عمر بصورة مروعة: اللحظة التي بترت فيها يده اليمنى وقدمه اليسرى. والتقطت الصور وبيعت لأسرته مقابل 200 دولار لكل منها.
وتقول سميث إن عمر كان يعمل لصالح الجيش السوري الحر في دير الزور، حيث كان يوصل الطعام والذخيرة للصفوف الأولى.
وعندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المدينة، ألقي القبض عليه وتنقل بين السجون في دير الزور وفي مدينة الموصل العراقية.
وبعد رفضه إعطاء معلومات عن مقاتلي الجيش السوري الحر أو الانضمام للتنظيم، حكم عليه بتلك العقوبة التي تركته حبيس منزله معظم الوقت.
وقال عمر، 15 عاما، للصحيفة “قالوا لي إن كان عمري أكبر من 16 عاما، فإنهم سيقتلونني. ولأنني طفل بتروا يدي وقدمي”.
ونفذت العقوبة بعمر في ميدان عام أمام جموع من المشاهدين ونفذه عراقي ضخم الجثة يعرف باسم “البلدوزر”. وقام عضو آخر في التنظيم بتسجيل الحدث بأكمله.
واشترى عم عمر التسجيل بمئات الدولارات على أمل أن يدفع التسجيل الصادم أي قوة في العالم إلى التصرف.