عندما يخرج المواطن عن صمته ويكسر حاجز الخوف ويقف أمام الدوائر الأمنية منددا بالتقصير الأمني ومحتجا عن غياب العناصر الأمنية ففي الامر خطورة لاشك.
وعندما تغزوا العصابات أروقة المدينة وتجوب شوارعها وتتحكم بأزقتها المظلمة حيث تغيب الإنارة العمومية ويتحدث منطق السكين وحد السيف، فهذا ولا شك انفلات امني خطير، لكن السؤال من سيواجه اللصوص ويردع عتاة المجرمين.
بالامس فقط خرجت جموع من المواطنين للإحتجاج امام مقر الدائرة الامنية رقم 12 بحي سيدي بوجيدة بفاس في منتصف الليل للمطالبة بتوفير الأمن، وقبلها خرج نداء من حي عوينات الحجاج بعد ان تم الإعتداء على فاعلين جمعويين ورئيس جمعية للمجتمع المدني، ومن قلب فاس المدينة وبعدوة الأندلس ظهر رئيس احدى الجمعيات وهو يوجه نداءا الى المديرية العامة للأمن الوطني، بعد ان اكتفى مما اسماه بالغياب الامني و التعامل بسلبية مع عديد الإشعارات التي تخص خروقات وترويج للخمور وغيرها مما يعيش عليه المجرمون وقطاع الطرق بالمدينة العالمة.
لكن مالسبب الحقيقي وراء هذا الجمود الأمني بمدينة فاس؟
ومن يقف وراء ما يشبه عصيان رجال الشرطة وتقاعسهم اتجاه رسالتهم المقدسة؟
هناك من يرى ان التنقيلات الأمنية الجذرية التي همت ولاية امن فاس، وإعفاء مسؤولين كبار بالمناطق الأمنية بفاس، واعتقال رجال أمن وتقديمهم للعدالة بعد تورطهم في ملف الاقراص المهلوسة الذي هز الرأي العام الفاسي، كلها عوامل ترى فاس نيوز من زاوية نظرها وبصفتها الجريدة الاقرب للمدينة والمتتبعة عن قرب للشان المحلي بها، أنها أسباب كافية لتشكل تداعيات خطيرة على نفسية رجل الامن، وهذا هو ما اثر على فعالية التواجد الامني وفشل المخططات الإستراتيجية الرامية الى محاربة الجريمة بكل انواعها.
كل هذا يحصل فقط من بعد تعيين السيد عبداللطيف الحموشي على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، رغم ان الرجل والحق يقال قام بعمل جبار ان لم نقل مستحيل، فسياسته كانت ترمي الى محاربة الهشاشة الامنية وإصلاح البيت الأمني من الداخل حتى يتمكن من إصلاح منظومة الجريمة في الخارج، وهذه في حد ذاته نظرة عميقة للتعامل مع قضية عميقة كقضية الامن بالمغرب.
ما حدث بطنجة يفسر على أن وقفة الإحتجاج كانت أشبه بانقلاب ناعم على مخططات الرجل، وهي ردة فعل سلبية كان يمكن ان تكون لها تداعيات غير إيجابية على المكتسبات التي تم تحقيقها في عهد الحموشي الذي ضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه ان يشكك بقداسة مهنته، وهناك روايات تتحدث عن إمكانية وجود مؤامرة خفية تحيكها بعض الايادي التي تصطاد في المياه العكرة للإطاحة بالحموشي، هذا الرجل التي بات قطبا مهما من أقطاب الامان التي يثق فيها المغربة.
وأمام المتصيدين في المياه العكرة سؤال إن هم حقا أرادوا إنصافا بإنفسهم الى ان يتساءلوا عن مدى قدرة الشر التي يدافعون عنها على حمايتهم، فالكل يسقط في النهاية ولا يصح الا الصحيح.
الوسومالمديرية العامة للامن الوطني انفلات امني خروقات امنية عبداللطيف الحموشي