دراجيات شرطة المرور و التحدي الوجودي

تعززت الفرقة الوطنية للدراجين المكلفين بالمرور بفاس بعناصر شابة، للمساهمة في تسهيل عملية انسياب مختلف وسائل النقل والمارة، عبر الطرق داخل المدار الحضري للعاصمة العلمية.
الجديد هو اقتحام المجال من طرف العنصر النسوي، فقد لاحظت الجريدة خلال جولاتها بالمدينة أن أغلب المدارات الطرقية تتواجد بها عناصر نسائية من دراجيات شرطة المرور.

إلى حد قريب كان المجال ذكوريا بامتياز، إلى أن قررت الدولة تفعيل مبدأ المناصفة و مقاربة النوع الاجتماعي في كل مؤسسات الدولة، فكان للمديرية العامة للأمن الوطني نصيب من هذا القرار، حيث تم السماح لأفواج من النساء بولوج الوظائف الأمنية بمختلف اختصاصاتها.

بالمدار الطرقي ساحة المقاومة (لافياط)، صادفنا وجودها لأول مرة، وأثارت فينا الرغبة في كتابة هذا الموضوع، تقف شامخة، متحدية أحوال الطقس وضجيج السيارات ولغط المارة، غير عابئة بخطر أو تهديد قد يأتي في أية لحظة، ترسم بإشارات من يدها في الهواء خطوطا هندسية متناغمة هي دليلها لحفظ سلامة الناس.
الرسالة واضحة و مفهومة ولا تحتاج إلى تشفير، أضحت النساء تبعثن بها في كل الاتجاهات، نحن قادمات، فليس المطبخ مكاننا كما هو سائد، وإنما نحن شقائق الرجال في كل شيء، في الطب، الهندسة، الميكانيك، التعليم، السياقة، المطالة ، النجارة ، الأمن، القيادة السياسية، وتدبير الشأن العام.