بالفيديو…مقاطعة طلبة كليات الطب بالمغرب بين أنانية الرأي وقداسة الوزرة البيضاء

لا يزال الإضراب الذي يخوضه طلبة الطب بالمغرب مفتوحا على مصراعيه، ولا تزال مدرجات كليتهم فارغة منذ بداية السنة الجامعية، الى جانب الأطباء المقيمين والداخليين.
بل ذهبوا الى أبعد من ذلك حين أقروا أن سنة بيضاء أهون من سنتين إجباريتين، يفرضها وزير الصحة بطريقة غير قانونية على حد تعبيرهم. فيما تؤكد التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب بالمغرب، أن المقاطعة ستظل مفتوحة الى غاية اسقاط الخدمة الإجبارية.
اجتماع عميد كلية الطب والصيدلة، مع آباء واولياء الطلبة بمدينة فاس، من اجل معرفة آخر امستجدات هذا الملف، ربما لن يغير شيئا من واقع الإحتجاجات والمقاطعات التي رفعها أطباء المستقبل.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات هؤلاء الطلبة بالمقاطعة والرفض لقرارات وزير الصحة الحسين الوردي، تظهر فئة عريضة تستغرب ردة فعلهم متحدثة على ان الطب مشروع إنساني، لا يقتصر على بذلة انيقة ومصحة خاصة مجهزة قريبة من بيت الطبيب، بل هو تضحية وغوص في ثنايا القرى والبوادي والمداشر حيث تموت النساء أثناء الولادة، وحيث تعاني المراكز الصحية ضعف الخدمات والأطقم البشرية المؤهلة لإنقاذ الأرواح، فاختيار مسار الطب يختلف بين من اختاره طلبا في التخفيف عن المرضى وباعتباره رسالة إنسانية تقدس صاحبها على الأرض وبين من اختارها فقط للشهرة والإغتناء.
واقع الصحة بالمغرب ربما يتلخص من خلال ما نراه في أطباء المستقبل، الرافضون لصلة الرحم مع مغاربة حكمت عليهم الظروف بأن يعيشوا حيث لا يوجد مذاق للحضارة المزيفة، التي أنتجت لنا أطباء غاب عن قاموسهم معنى التضحية وحضرت الأنانية في وزرة بيضاء وسماعة طبية صماء، ترفض أن تسمع آهات مغاربة البوادي والمداشر، وتجعل المرضى بين سندان الواقع وطرقة أطباء المستقبل.