أُطلقت مجلة بلاي بوي في عام 1953 مع مارلين مونرو على غلافها لتصبح واحدة من العلامات التجارية الأكثر تميزا في العالم بفضل أرنب بلاي بوي الشهير، ومؤسسها هيو هيفنر الذي لم يغير بجامته، وصور الجميلات العاريات الكثيرة.
انتشرت مجلة بلاي بوي في عهد ثقافة الجنس والمخدرات والروك أند رول، وقد باعت في أوجها آنذاك 7 ملايين نسخة شهريا. أما اليوم، فهي لا تبيع سوى 800 ألف مجلة في الشهر. وأنا مثل كثيرين، لدي ذكريات لأيام كنا نختبئ في خزانة أنا وصديقي، نحمل مصباحا يدويا ونتصحف مجلة بلاي بوي. ولكن اليوم يوجد جيل جديد من مستهلكي المحتوى يقودون تغييرات كبيرة في هذا المجال.
فقد أعلنت بلاي بوي أن المجلة ستعتمد تصنيف PG-13 الجديد العام المقبل، وستتخلى عن طبع صور نساء عاريات كليا.
ولكن هذه ليست قصة عن العري. إنها قصة عن الاضطراب والابتكار. الأزمان، والأذواق والتكنولوجيا قد غيرت كل شيء. حتى في 89 من عمره، هيفنر يفهم هذه الحقيقة البسيطة: في عالم اليوم سريع التطور، إما أن تبتكر، أو تفقد اتصالك بالعالم. وهذا هو أكبر تحد يواجه الشركات في جميع أنحاء العالم.
قد يبدو من مثيرا للسخرية أن نعتقد أن العري الذي شهر المجلة قد “تفوقت” عليه شبكة الإنترنت حيث العري والجنس يبعد كبسة زر واحدة ومجانية عن كل المستخدمين. ولكن هذا هو ما يحدث دائما: ما يشهرك لن يبقيك في عالم الشهرة في عصرنا التصاعدي.
على سبيل المثال، شركة بلوكباستر وفرت استئجار الأفلام والتمتع بهم من بيوتنا، ثم رفضت فرصة شراء نيتفليكس، ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات. ثم أفلست شركة بلوكباستر في عام 2013.
بمجرد فهم الاضطراب الذي يحصل في وسائل الإعلام والنشر، وقوة شبكات التواصل الاجتماعية كمنصة نشر، سنفهم أن بلاي بوي لم يكن لديها أي خيار آخر، إذ أن العري كان يغرق أعمال شبكة الإنترنت والمجلة.
روبن زوكر هي نائب الرئيس الأول للتسويق الرقمي في بلاي بوي. وهي تفهم حقيقة أن بلاي بوي هوي مجلة نشر وإذا أرادت الناس أن تقرأ محتواها كانت عليها أن تجعله مناسبا للإنترنت والعمل، بالإضافة إلى أن المصدر الأساسي لحركة معظم المواقع هي مواقع التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام ولينكدين. وفيسبوك هو أكبر مصدر للأخبار ويدفع الزوار إلى مواقع وسائل الاعلام أكثر من جوجل. وهنا يكمن تحدي بلاي بوي، إذ أن كل مواقع التواصل الاجتماعية هذه تحظر العري.
يبقى سؤال واحد يطرحه الجميع على مدير بلاي بوي التنفيذي سكوت فلاندرز وهو: “إذا حذفنا العري، ماذا سيبقى من مجلة بلاي بوي؟” الجواب بسيط جدا: كل شيء!