هاهي المدينة العتيقة بفاس اليوم تشكو ركودهالى بارئها، فلم تعد دقات مطارق الصفارين قادرة على الإيقاع بالسياح الأجانب او المغاربة، كما لم تعد الطالعة الكبرى ولا الصغرى فاتنة في عيون العدسات، وحدها الأبواب فقط من تتمايل صمتا وحزنا على واقع الغتصاد الراكد بالمدينة.
جريدة فاس نيوز قامت بجولة بين أسوارها العتيقة، ولامست عن قرب خدودها المبتلة بحزن رحيل تجارها، الذين باتوا يغلقون محلاتهم ويذهبون لتح محلات جديدة في أحياء متفرقة من المدينة العالمة، غير ان استطلاع الرأي قادنا الى أكبر مشكل بات يتهدد السياحة ويطرد بدبلوماسية ماكرة السياح الأجانب والمغاربة على حد سواء.
حين تركن سيارتك بأحد المداخل المؤدية للمدينة العتيقة، فإنه ولاشك ستحتاج الى دراهم كثيرة نظر هذا الركن، يأخذها منك أحد من يسمون أنفسهم بحراس السيارات، واقع أصبح يقض مضجع السياح المغاربة والاجانب، فصاروا يعكفون عن زيارة الأسوار العتيقة التي باتت تتخيل لهم وكانها هي من تبتزهم بحراس لا يمثلون حضارة وأصالة وعراقة مدينة كمدينة فاس العالمة.
ومن رحم المعاناة وهجرة أصحاب المحلات التجارية الذين أصبحوا يشكون الركود بسبب الابتزاز الذي تفرضه مافيا حراسة السيارات، ومن قلب الألم النابض بحب للمدينة القديمة، خرجت جمعية واد الجواهر بطوق نجاة للسياحة والتجار والمدينة ككل، وطرحت مشروعا جديدا يقضي بمجانية ركن السيارات للسياح المغاربة والأجانب دون ان يدفعوا درهما واحدا نظير ذلك، مشروع يتضمن خطة فريدة ومبتكرة من حيث التعامل لخدمة سياحة فاس واقتصاد المدينة، كما سيوفر المشروع 40 منصب شغل بشكل مباشر و120 منصب شغل بشكل غير مباشر، كما ان الجمعية ستهدف الى التصريح بحراس السيارات لدى السلطات المحلية وستضمن لهم دخلا قارا يتراوح ما بين 2500 الى 3000 درهم، كما سيتم التصريح بهم لدى مكتب الضمان الإجتماعي، ومن المرتقب ان يتم تقديم المشروع الى عدة مؤسسات بالمدينة، كما ان مجانية الركن بمواقف السيارات ستهم مداخل المدينة التاريخية كمدخل الرصيف وباب بوجلود وعين ازليتن وواد الزحول وباب الجيسة وبين المدن، في خطوة جريئة وفعالة، تحتاج فقط الى رعاية من ذوي الضمائر الحية، حتى تعود للمدينة بهجتها وبسمة تجارها، وتعود لمطارق الصفارين سيمفونيتها الشادية ولحنها المفتقد.
وعلى من يريد الإتصال بنا بشأن المشروع فإننا نقترح عليكم الرقم التالي: 0661649349
أو عبر بريدنا الإلكتروني: fesnews9