تناولت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا من قضايا المنطقة العربية منها مأساة المدنيين في حرب اليمن، وظروف عمال النفط تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، فضلا عن تأثير الأكراد على العلاقات الأمريكية التركية.
ونشرت صحيفة الغارديان تقريرا تتحدث فيه عن تزايد عدد الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المنسية.
وتقول الغارديان إن سبعة أشهر من الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والقتال على الأرض خلفت 5300 قتيل، بينهم على الأقل 2400 مدني، حسب منظمة الصحة العالمية.
وذكر محررها لشؤون الشرق الأوسط، آيان بلاك، أن ولي العهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، قال إن تحالف الدول التسع، ومنها الإمارات، “سيقف صفا واحد حتى يسترجع اليمن هويته العربية، ويتحرر من المعتدين”.
وترى الكاتب أن معاناة اليمنيين غطى عليها النزاع الأكبر في سوريا، كما ينظر إلى الوضع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتضيف أن اليمن كان أفقر دول العالم العربي، حتى قبل رحيل الرئيس، علي عبد الله صالح في 2011 بعد احتجاجات شعبية، وتطلق عليه اليوم منظمة أوكسفام الخيرية اسم الطوارئ المنسية.
ونقل بلاك عن منظمات خيرية قولها إن الحصار الذي تفرضه السعودية على الموانئ الرئيسية والمطارات يعرقل وصول الغذاء، وإن 13 مليون يمني “لا يضمنون قوتهم”، و21 مليون بحاجة إلى مساعدة، كما أن الحوثيين وأنصار صالح يمنعون مرور الغذاء والوقود والماء عبر معاقلهم في تعز، وهو ما أدى إلى انتشار حمى عدن.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن المشكلة في اليمن هي أن السعوديين لا يحققون تقدما ملموسا، وقد توقفوا في مأرب وتعز، مثلما لا يستطيع الحوثيون وأنصار صالح تغيير الوضع السائد.
ونشرت صحيفة الاندبندنت مقالا تحليليا عن تأثير الأكراد على العلاقات الأمريكية التركية، تقول فيه إن الأكراد يشوشون على هذه العلاقات.
وأشار صاحب المقال، باتريك كوبرن، إلى استدعاء وزارة الخارجية التركية للسفيرين الروسي والأمريكي، لإبلاغهما غضب أنقرة من “دعم بلديهما العسكري لأكراد سوريا الذين يقاتلون تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وذكر أن رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، قال إن الأسلحة التي تعطى لأكراء سوريا قد تجد طريقها إلى حزب العمال الكردستاني، وقد تستعمل ضد تركيا.
ويتوقع كوبرن أن يتصاعد الصراع بين الحكومة التركية والأكراد في المنطقة.
فحزب العمال الكردستاني أصبح، لأول مرة، يسيطر على محافظة كاملة شمالى شرقي سوريا، ويستفيد من دعم الجيش الأمريكي، وله علاقات طيبة مع روسيا، ويدعي بأنه حليف للمعارضة العربية المعتدلة.
ويرى كاتب المقال أن تدخل روسيا والولايات المتحدة وإيران في سوريا يضعف نفوذ تركيا هناك، وستكون أنقرة في حرج كبير لو أن أكراد سوريا شنوا حملة، مدعومين جوا بالولايات المتحدة وروسيا، لقطع الطرق بين حلب والحدود التركية.
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تحقيقا لمندوبتها، إيريكا سولومون، عن اتفاقات بين النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” على إدارة المنشآت النفطية وصيانتها، واقتسام إنتاج الطاقة.
ونقلت الصحيفة في تحقيقها روايات العاملين في محطات توليد الطاقة والمنشأت النفطية بالمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية”.
ويذكر المهندسون الذين تحدثت معهم الفايننشال تايمز أن 90 في المئة من الطاقة الكهربائية في سوريا مصدرها الغاز، وأن تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على 8 محطات لتوليد الطاقة، منها ثلاثة تعمل بالمياه، فضلا عن أكبر محطة لإنتاج الغاز في البلاد.
بينما يملك النظام الشركات التي لها القدرة على إدارة هذه المنشآت وصيانتها.
وتذكر الصحيفة أن الدول الغربية والناشطين السوريين اتهموا منذ فترة طويلة النظام السوري بعقد صفقات سرية مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يسيطر على جل حقول النفط في البلاد.
ولكن التحقيق يكشف أن التعاون أقوى في مجال الغاز الذي يولد الطاقة الكهربائية.
فشركات النظام أو الشركات الخاصة العاملة في قطاع الطاقة ترسل عامليها إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” لإدارة المنشآت النفطية وصيانتها مقابل أن يستمر إمداد المناطق التي يسيطر عليها النظام بالطاقة الكهربائية.
وتذكر الصحيفة أن النظام اتفق مع تنظيم “الدولة الإسلامية” على اقتسام إنتاج محطة توينان بحصة 50 ميغاوات للنظام و70 ميغاوات “للدولة الإسلامية”.
وتشير الفايننشال تايمز في تحقيقها إلى النظام يعمد إلى إرسال عاملي الشركات من السنة إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، وكل من يرفض يفقد وظيفته.
ويروي العاملون والمهندسون يومياتهم تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” وما يتعرضون له من تضييق وتهديد، ولكنهم مرغمون على العمل في تلك الظروف.