رأي…هذا ما نتمناه من لقاء المجتمع المدني بوالي الجهة السعيد زنيبر

بعد الأحداث الخطيرة التي كادت ان تعصف بالسياحة بمدينة فاس، وبعد شبه الركود الإقتصادي الذي بدت عليه دروب وأزقة المدينة العتيقة، على خلفية الهجوم الدموي على ثلاث سياح ألمانيين، من المرتقب ان تعقد فعاليات المجتمع المدني لقاءا بوالي الجهة، السيد السعيد زنيبر.
وكمتتبعين للشان المحلي بالمدينة، وكأفراد يعيشون في هذا الوطن الذي نتمنى له كل الخير، فإننا نتوخى من هذه الجمعيات التي ستمثل ساكنة مدينة فاس، ان يتركوا الحسابات الضيقة جانبا، وأن يدعوا إيديولوجياتهم حبيسة رفوفهم السياسية، وأن يناقشوا الأوضاع بحيادية وموضوعية. لأن الوضع الراهن اكبر منا جميعا، ومن ربطات عنقنا، الوطن اكبر منا ومن الأحزاب مهما تعددت او اختلفت، فما عاشته مدينة فاس مؤخرا جراءتفشي الجريمة، وتهديد السياحة بشكل مباشر ناهيك عن الإعتداءات على مواطنين عزل، يتطلب ترك كل ما يمكنه أن يزرع الشقاق بين أبناء وساكنة مدينة فاس، والتجند لمحاربة الأوبئة والجريمة والفساد.
ولأن المقاربة الأمنية لوحدها غير كافية لصد هذا الطوفان، فإن المجتمع المدني مطالب بالتدخل من اجل تكثيف الجهود، ومحاولة مساعدة هذا الجيل على الخروج من نفق الإجرام الضيق، الى فضاء المواطنة الواسع.
على جمعيات المجتمع المدني ان ترقى باسلوب طرحها في الحوار مع والي الجهة السعيد زنيبر، وان تضع كل الملفات التي تؤرق الساكنة فوق طاولة الحوار، من أجل المصلحة العامة والمشتركة، بعيدا عن الحساسيات والمراوغة، وان يتم التجرد من الخلفيات السياسية، من اجل ان تعود مدينة فاس الى الواجهة عاصمة علمية ضاربة في جذور التاريخ، ومشعلا لانوار الثقافة والرقي، ومنجما لتفريخ النجباء والمتفوفقين.
وننوه بالمجتمع المدني الذي استطاع ان يتجاوز صدمة الهجوم الدموي بكل حكمة وتبصر في جو من المسؤولية، وحب الوطن