أخيرا انتهت الجلسة الثالثة والتي كانت مدرجة في جدول أعمال الدورة العادية لشهر اكتوبر 2015، جلسة عقدت لدراسة ميزانية السنة المالية 2016.تمخضت عنها ولادة جديدة لميزانية، لطالما دارت حولها الشكوك، واليوم تنفض الغبار عن جنباتها، وتصفع الفساد على خده الأيمن، حينما عملت على ترشيد نفقاتها، والأهم من ذلك هو انها قد صيغت بطريقة تشاركية، بعيدا عن الحساسيات والحسابات الضيقة، فمصلحة الحاضرة الإدريسية كانت الشعار الأبرز في هاته الجلسة، حيث تم الرفع من الميزانية الخاصة بالشق الإجتماعي، وكذلك الميزانية المرصودة للمقاطعات مع مراعاة التوزيع العادل والمرتبط أساسا بعدد السكان والمساحة الجغرافية، من أجل تفعيل سياسة القرب وانفتاح الإدارة على المواطن، ومصالحته معها وهو الذي قضى اعواما طويلة تتقاذفه صفوفها وطوابيرها.
كما تم رصد ميزانية خاصة بالإنارة العمومية، في خطوة هامة جدا تهدف الى محاربة الجريمة وتفشي الفساد، ومصالحة الضوء مع عدد من النقاط التي تعيش في صمت هادئ وسط رقعة حالكة من الظلام الدامس، كما تم تخصيص ميزانية صيغت ببنود جديدة تشجع على الإستثمار ومحاربة الركود الإقتصادي وإنعاش مدينة فاس من جديد، أما المساحات الخضراء والتي كانت مطلبا شعبيا ملحا، أخيرا تجد لها بستانيا، يوقف زحف البنايات، ويزرع بدل الإسمنت وردة، علها تكون وردة امل وخير على ساكنة، طالما عانت من ضيق المسطحات الخضراء واختفاءها في أحايين أخرى.
الجلسة التي عقدت لدراسة ميزانية السنة المالية 2016، خفضت من نفقات الجماعة، وعملت على ترشيد النفقات الخاصة بالإدارات، كما تبنت مبدا التعويض عن كل ضرر نتج عن المجلس الجماعي، وقامت بإلغاء الميزانية الخاصة بالهدايا، وعملت على تجسيد اللامركزية، في خطوة أظهرت مصداقية كبيرة لدى المجلس الحالي والذي يترأسه السيد Yدريس الأزمي الإدريسي، الذي نال مشروعه موافقة وبالإجماع.
هكذا إذا يكون مجلس المدينة قد سطر رفقة الرجل الذي يعرف كيف يتعامل مع الجانب المالي بشفافية ومصداقية، عهدا جديدا تم القطع فيه مع دابر الفساد والإختلالات، فالأزمي ربط المسؤولية بالمحاسبة وأعطى درسا في المصداقية والنزاهة، رغم عديد الإكراهات التي واجهها منذ توليه منصب عمودية فاس، ورغم الديون التي يعيش على اقساطها المجلس الجماعي للمدينة.
فاس تتنفس الصعداء، وتصالح الفاسيين مع اسوارها، وتهدي لهم كأسا شاي من الشفافية ليرتشفوه على ضفاف الحاضرة الإدريسية، على شرف عهد جديد، فهم من عاقبوا بصوتهم وأعطوا صورة مثالية عن المدينة وصاروا النموذج الأمثل، لمن شاء ان يتدبر أفلا يتدبرون؟
https://youtu.be/9f3q2uvUjTU
الوسوماجتماع فاس مكناس ميزانية