دعا ملك المغرب محمد السادس في رسالة وجهها إلى مشاركين في لقاء حول «مكانة الشهيد المهدي بن بركة في التاريخ المعاصر»، بمناسبة الذكرى الـ 50 على خطفه في فرنسا وقتله، إلى «استخلاص الدروس والعبر من قضيته وجعلها في صالح الوطن لتساعد على البناء، لا على الهدم».
وأضاف في الرسالة التي قرأها رئيس الوزراء السابق عبد الرحمن اليوسفي، رئيس أول تجربة حكومية في «التناوب الديموقراطي» عرفها المغرب عام 1998، «دخل بن بركة التاريخ، ولا وجود لتاريخ سيء أو لتاريخ جيد، بل التاريخ كما هو ذاكرة شعب بأكمله، لكننا يجب أن لا ننسى أن أعداء المغرب قاموا باستغلال القضية للإساءة إلى صورة بلادنا».
وظل لغز خطف الزعيم اليساري بن بركة في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1965 في فرنسا واغتياله، من دون إجابات بعد مرور 50 عاماً، إذ تشير بعض الروايات إلى تورط مخابرات عالمية بالتنسيق مع نظيرتها المغربية في قضية الخطف والإغتيال.
وقال محمد السادس، الذي أنشأ في عام 2004 هيئة رسمية للمصالحة وطي انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي من (1956 إلى 1999)، إن «الدول تبنى على تاريخها بإيجابياته وسلبياته، وشعب بلا تاريخ هو شعب بلا هوية ولن يكون له مستقبل».
وذكر صديق ورفيق درب بن بركة، عبدالرحمن اليوسفي، «مضت 50 سنة على اختطاف واغتيال بن بركة، لم يتوقف فيها المهدي عن الحضور بظله الكبير في كل اللحظات السياسية للمغرب المستقل».
وأضاف أن «بن بركة لم يفقد طاقته بعد تنفيذ الجريمة، بل حولها إلى طاقة إيجابية ومتجددة»، مناشداً الدولة الكشف عن الحقيقة كاملة وراء اختفائه «لمعرفة الحقيقة في حد ذاتها ووضع حد لجنازة مستمرة منذ 50 سنة، من دون أن يكون للعائلة قبر بإسمه يضم رفاته، ولتعود الحياة إلى طبيعتها وتطوى هذه الصفحة».
وشارك في اللقاء قادة بارزون ومؤرخون، من بينهم الديبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي والمؤرخان المغربيان محمد معروف الدفلي وحسن اوريد.