فؤاد عارف من واشنطن (*): أكد بيتر فام، مدير “أفريكا سانتر”، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية “أطلانتيك كاونسيل”، أن تخليد الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء يمثل تذكيرا للمجتمع الدولي بأن مغربية الصحراء هي “حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي، بروافده المتنوعة”.
وأبرز فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المسيرة الخضراء، كما تم التخطيط لها وتنفيذها تحت قيادة الملك الراحل الحسن الثاني، كانت فكرة رائعة مكنت الشعب المغربي من التوحد والتجند وراءه لاستعادة إرثه التاريخي وجزء لا يتجزأ من المملكة”.
وذكر الخبير الأمريكي بأن المغرب “تمكن من استرجاع حقوقه التاريخية في صحرائه، والتي تم احتلالها غصبا من قبل القوة الاستعمارية”، مشيرا إلى أن ملف الصحراء بالنسبة للمغاربة “ليس مجرد قضية سياسية تدخل في اختصاص النخب السياسية، ولكنه حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي، الذي يعتبر بأن الوحدة الترابية للمملكة أمر غير قابل للتجزئة”.
وأبرز أن الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء تشكل أيضا مناسبة “لتسليط الضوء على الخطوات الكبرى في بناء المغرب الحديث بشكل عام، والأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”، مشيرا إلى أن المغرب أضحى اليوم “نموذجا إقليميا في مجال الإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان والانفتاح، في منطقة تعاني من الاضطرابات وأجواء عدم اليقين وانعدام الأمن”.
وخلص فام إلى أن “التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية على كافة الأصعدة، والحماس الذي عبر عنه المواطنون الصحراويون في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، لاسيما بعد تسجيل أعلى نسبة مشاركة على الصعيد الوطني، تشكل تجسيدا بليغا للإرادة التي تحدوهم من أجل المشاركة في تدبير شؤونهم الذاتية في إطار المؤسسات الوطنية والجهوية التي وضعها المغرب”.