ما زال تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء والأسباب المحتملة له الخبر الرئيسي في معظم الصحف البريطانية الصادرة الجمعة. ومن بين القضايا العربية الأخرى التي تناولتها الصحف الثمن الذي قد تدفعه روسيا لتدخلها في سوريا.
البداية من الصفحة الرئيسية من صحيفة التايمز ومقال لكاثرين فيلبس مراسلة الشؤون الخارجية بعنوان “أجهزة استخبارات تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية فجر طائرة شرم الشيخ بقنبلة في حقيبة”.
وتقول الصحيفة إن أدلة متزايدة ظهرت الليلة الماضية تشير إلى تنظيم الدولة الإسلامية هرب إلى متن الطائرة الروسية حقيبة قبل انفجار الطائرة فوق سيناء.
وتقول الصحيفة إن عملاء استخباراتيين بريطانيين وأمريكيين اعترضوا رسائل لتنظيم الدولة الإسلامية بين مصر وسوريا تحمل معلومات عن تهريب قنبلة على متن طائرة.
وتضيف الصحيفة إنه يوم الأربعاء استخدمت عملية استخباراتية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا كشفت مراسلات إلكترونية بين مسلحين في سوريا وسيناء. وجاء ذلك بعد أربعة أيام من تحطم طائرة خطوط متروجيت الروسية فوق سيناء، مما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وتقول الصحيفة إن محتوى الرسالة أقنع المحللين أن قنبلة وضعت على متن الطائرة من قبل مسافر أو أحد العاملين في المطار.
وتنوه الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية كانت تشعر بالقلق إزاء الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ منذ نحو عشرة أشهر، حيث زار فريق من الخبراء الأمنيين البريطانيين المنتجع ومطاره العام الماضي.
وتقول الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتخذ قرار تعليق جميع الرحلات إلى شرم الشيخ، مما يتسبب في أضرار للسياحة في مصر، بينما كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على متن طائرته متجها إلى لندن.
وقالت متحدثة باسم كاميرون للصحيفة إنه لم يتمكن من إطلاع السيسي على الأمر شخصيا، وأن الرئيس المصري علم بالأمر لدى وصول طائرته إلى مطار هيثرو.
وفي صحيفة الغارديان نطالع تحليلا لسايمون تيسدال بعنوان “روسيا قد تدفع ثمنا باهظا لتدخلها في سوريا”.
ويقول تيسدال إنه إذا صح ما تشير إليه الحكومة البريطانية من أن قنبلة قد تكون السبب في تحطم طائرة روسية فوق سيناء، فإن الثمن البشري لمغامرة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في سوريا قد يكون ارتفع بكثير.
ويضيف تيسدال إن التدخل الروسي جاء فجأة الشهر الماضي بعد زيادة سرية وسريعة في العتاد والجنود في سوريا. وكان الهدف الرئيس لبوتين من التدخل، حسبما يقول تيسدال، دعم نظام بشار الأسد المتداعي. ولكن الأسد برر تدخله أمام المجتمع الدولي بأن طائراته ستستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
ويضيف تيسدال أنه على الرغم من أنه اتضح سريعا أن القوات الروسية كانت تقصف قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الغرب، ولكنها كانت تقصف أيضا أهداف تنظيم الدولة الإسلامية. وتعهد تنظيم الدولة الإسلامية بالرد.
وزعم تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية، والذي أعلن مسؤوليته عن مقتل مئات الجنود المصريين منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013، مسؤوليته على الفور عن إسقاط الطائرة.
وهون مسؤولون مصريون وروس على الفور من شأن مزاعم تنظيم ولاية سيناء. ويضيف تيسدال أنه مع تزايد ترجيح اجهزة الاستخبارات الغربية أن السبب وراء تحطم الطائرة كان قنبلة زرعت على متنها، سيكون السؤال التالي لم كان المستهدف طائرة روسية تحديدا ولماذا يحرص بوتين من التهوين من شأن المزاعم الإرهابية فيما يتعلق بالطائرة.
ويقول تيسدال إن الإجابة الأكثر ترجيحا للسؤالين الماضيين ستكون مغامرة بوتين في سوريا، فبمعاداة تنظيم الدولة، وضع بوتين بلاده في خط النار. ويضيف أن الرأي العام الروسي لن يكون راضيا عن تعريض حياة الروس للخطر، خاصة بعد عدم إظهار الرأي العام الروسي الكثير من التأييد لتدخل روسيا في القرم وأوكرانيا.
وتقول الصحيفة إن جوستين غرينينغ وزيرة التنمية الدولية، وهي الوزيرة المسؤولة عن التعامل البريطاني الدولي مع قضية المهاجرين إلى أوروبا، ترى أن تبعات أزمة المهاجرين التي تعصف بأوروبا قد تستمر 20 عاما.
وقالت غرينينغ إن الأزمة الإنسانية في سوريا من الفداحة بحيث لا يصبح من غير المرجح عودة المهاجرين السوريين إلى بلادهم في خلال 20 عاما.
وتقول الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي تكهن بالأمس أن الأسوأ في الأزمة السورية لم يحدث بعد، وقدر عدد المهاجرين السوريين الذين يتوقع وصولهم إلى السواحل الأوروبية بثلاثة ملايين حتى نهاية 2017.
وأضاف الاتحاد الأوروبي أن من المرجح أن تكون المكاسب الاقتصادية الناتجة عن زيادة الأيدي العاملة محدودة للغاية.