أكتب إليك سيدي وقد ثواك اللحد وأنت في عز الشباب ومجد العطاء.
أكتب إليك سيدي وإن لم يحصل لي شرف معرفتك أو السماع بك إلا بعد وصول نعيك في وطن يضيق فيه على الأحرار، ويكون نصيب الكبار مثلك التهميش والإعراض، ما أتعسك يادنيا النفاق.
لاح اسمك سيدي في سماء العلم والاختراع، فكنت الفارس بلا منازع، حتى غدا اسمك الوحيد في سماء المسلمين الذي يحمل صفة مصمم ومخترع، وأنت لا زلت في عقدك الثالث.
أراد عالم الغرب الذي قدر قيمتك شراء اختراعاتك وشرائك لكنك أبيت، ومن هذا اللحظة صار ظهرك مكشوفا، فالبحر أمامك والعدو وراءك.
أبيت أن تهاجر وطنا مفقرا مكفهرا كما فعل غيرك فنجى بنفسه وعاش في بحبوحة ورغد الحياة.
كنت تحلم أن تضع لبنة في إطار بناء مغرب مصنع يخطو خطوات إلى الأمام، لكن كل الأبواب صدت في وجهك لأن الحاجة اليوم وغدا إلى مزيد من الرقص والغناء حتى ينشط الشباب أكثر ويرقص وينسى الهم والغم.
عقك الوطن بكل قساوة أيها البطل الشهم،فكان منه الجحود وكان منك البر والإحسان.
وهذا ما زادك رفعة في أعين الأحرار أينما كانوا.
غادرت هذا العالم في يوم لم تطق أن ترى فيه كيف يكرم ويوشح نكرات ونصيب أمثالك صدودا وإجحافا.
لا تحزن سيدي فلا تعايش بين استبداد وأهل العلم منذ قديم الزمان.
لا تحزن سيدي إن غاب اسمك في سمائنا اضطرارا.
لا تحزن سيدي إن كانت جنازتك لم يأبه لها إعلام ولا موقف رسمي.
يكفي انك ابن الشعب، وعاش الشعب.
كلامي ينقطع مختنق العبارة من شدة ما لحقك من ضيم حيا وميتا.
لن أقول ما أتعس من تبكيه الحياة في وسط هذا الظلام بل ما أسعده.
ستبقى شمعتك مضيئة تقول للشباب اسلكوا هذا الطريق الوعر من أجل الوطن.
ستبقى ذكراك وقودا للشباب من أجل الاستمرار في طريق العلم والاختراع رغم الطغيان والجحود.
فإلى اللقاء يا عبد الله
إلى اللقاء أيها الفارس المجاهد فإن الموعد الله.
بقلم ذ. محمد أوراغ .