استبشرت ساكنة عين الشقف خيرا باعتلاء حزب العدالة والتنمية في شخص السيد الجيلالي الدومة لمنصب رئيس الجماعة القروية لعين الشقف، وهي أول تجربة سياسية فريدة من نوعها تعرفها الجماعة من خلال مكون الفريق العدالي – مرجعية إسلامية صرفة – وذلك بعد أن توالت عليها كثير من المرجعيات والإيديولوجيات الحزبية المختلفة المشارب … وهكذا، فالكل هلل وصفق للانتصار الكبير، الكل تغنّى وترنّح على نغمات استقبال العهد الجديد والجماعة القروية الجديدة، الكل انتشى وفرح لقدوم الوجه الجديد والمنقذ الجديد، الكل ابتهج وارتاح لمعانقة النفس الجديد والمستقبل الجديد والحياة الجديدة … استبشار حمل معه طموح إعادة رفع مجموعة من التحديات والرهانات التي ما فتئت ساكنة الجماعة تصبوا أملا لتحقيقها ودرْكها، وكذا إعادة فتح الباب والمجال لتحقيق ما كان مستحيلا تحقيقه بالأمس القريب، نعم فأحلام البارحة صار بالإمكان أن تصير واقعا مجسدا وفي متناول الجميع ولما لا ونحن اخترنا وصوتنا بثقة عمياء على من عاهدَنا خيرا وعلى من توسمنا فيه إصلاحا للمنطقة وأبنائها، لن نتحدث هنا عن الرفاهية وعن رغد العيش وإنما الحديث هاهنا سيكون عن ما يجري في دواليب مؤسستكم المحترمة من وقائع وأحداث تناولتها الألسنة بكثير من السخرية والشماتة تارة وبالتّحسر والحزن تارة أخرى، صحيح أنكم تسيرون قدُمًا وباجتهاد في الطريق الصحيح وصحيح أيضا أنكم برهنتم في أكثر من مناسبة على مدى حرصكم على تنزيل برنامجكم الانتخابي وصحيح كذلك أنه بنزولكم للشارع وبتفقدكم وسؤالكم عن الحال والأحوال لمَسَت فيكم الساكنة ذلك الرئيس المسؤول وذاك المنتخب الذي لن تخيب فيه الظنون .. نعم، كل هذا سيُحسب لكم وسيُكتب ضمن قائمة منجزاتكم رغم حداثة عهدكم بتقلد منصب رئيس الجماعة لكن هذا كله لا يعني أنْ ليست هناك نواقص وزلات في مسيرتكم ولو على قصرها .. أكيد، لأن هناك قضايا جديرة بالإثارة وأمور استدعت كثرة القيل والقال توضيحها وإطلاع الرأي العام على حيثيات غموضها، .. ومن بين هاته السقطات و الهفوات إشاعة إدماج أحد الأشخاص المحسوبين على حزب العدالة والتنمية ” م.ك” في جماعتكم وهو ما تبيّن واضحا وبالملموس لعموم الناس من خلال قيادته لسيارة الجماعة وكذا من خلال تنقلاته بين مكاتب موظفي الجماعة، ففي ما يخص النقطة الأولى أي سياقة السيارة الخاصة بالجماعة، نقول : بأي أي حق تم السماح له باستعمالها، أليس هناك بالجماعة من يسد هذا الخصاص، أليست جماعتكم المحترمة تعرف فائضا مهما في الموارد البشرية أو أنكم عجزتم عن تدبير هذا الفائض وبالتالي سد ما يمكن سده من ثغرات على مستوى البيت الداخلي للجماعة، وحتى نحن إذا افترضنا جدلا أن نفقاته يتم استخلاصها من مالكم الخاص – جزاكم الله خيرا – فهو لا يعني أنكم لم تفوتوا فرصة التباري على ذلك ” المنصب” بين أبناء المنطقة الحاملين لرخصة السياقة. عذرا سيدي الرئيس، لكن في اعتقادنا أن ما سقناه من معطيات يبقى كافيا وكفيلا لتفادي السقوط في مثل هاته الشبهات. أما في ما يتعلق بالنقطة الثانية والتي هي الترحال والتجوال بين مكاتب موظفي الجماعة، إذ تارة تجده في مصلحة تصحيح الإمضاءات يتقمص دور ” سالم وزميلته ” وتارة يهوّب ناحية مكتب الضبط وتارة يجوب شوارع الجماعة من مكتب لمكتب ومن مصلحة لمصلحة، وتارة أخرى تراه حاملا بين يديه لسجلات وأوراق ومستندات .. وهو على ذلك الحال إلى أن يستقر به الأمر في مكتب أعلى سلطة في الجماعة ” مكتب السيد رئيس الجماعة “.
إن منطق العمل بالأولويات يحتم عليكم تدارس مثل هاته النقط قبل الأخرى لأن القاعدة تقول أن لكل إصلاح منطلقاته ومرتكزاته التي تشكل أساس كل بداية ناجحة. وهكذا، فإن النهوض بالمنطقة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا … لن يتأتى إذا نحن لم نهيئ لها البيئة السليمة والمناخ الأمثل والشروط الصحية، والتي هي ببساطة ليست إلا الانكباب الجاد والمسؤول على تصفية تركة النظام السابق من الشوائب التي علقت بها وذلك من خلال إعادة النظر في المهام المنوطة بموظفي الجماعة من قبيل إعادة توزيع الموظفين أو تقييدهم بمهام جديدة تناسب ميولاتهم ومجالات تفوقهم .. كل هذا في أفق أن تستفيد الجماعة من جميع موظفيها وحتى نكف عن سماع وتداول شيء اسمه “الشبح”.
وإذ نحن في زمن ينادي فيه الجميع بالقطع مع كل الممارسات التي من شأنها أن تخل بمبادئ الديمقراطية والشفافية نتفاجأ أن مؤسساتنا المحلية وللأسف لازالت أسيرة هاته الأساليب القذرة وخاضعة لهوى النفس الأمارة بالمحسوبية والزبونية. كنا نعتقد أنه بانتخاب المجلس الجديد سنيتهي عهد التلاعب بالمناصب المالية من خلال تبني سياسة المساواة والسواسية بين جميع أبناء المنطقة فإذا به المجلس يرسخ للمفهوم القديم الجديد ” بّاك صاحبي ” وهو الأمر الذي يزيد ويعمق من جراح كل الطامحين والآملين لعيش غذٍ أفضلٍ وبالتالي فهو بإقدامه على هذا التشغيل المشبوه للسيد ” م.ك ” يكون قد ضرب بعرض الحائط كل الشعارات الرنانة التي رفعها حزب العدالة والتنمية أيام الحملة الانتخابية، فأينكم يا سادة من المباريات التي وعدتم بفتحها في وجه أبناء الشعب ؟ ألم تحن فرصة إعلانها بعد ؟ أو أنكم تعتبرون سياقة سيارة الجماعة ليست بفرصة عمل تستحق التباري والتنافس من لدن الراغبين فيها ؟
- إنه من غير المفهوم سيدي الرئيس أن تأتوا بشخص محسوب على حزبكم ثم تقحموه في جماعتكم المحترمة دون أدنى احترام لمشاعر ساكنة جماعة عين الشقف .
- وإنه من المزعج سيدي الرئيس والمقلق لراحة مواطنكم أن يعترض سبيله – وهو يهم بقضاء مصلحة له في الجماعة – ذلك المحسوب الجديد على جماعتكم سائلا إياه: ” باش نعاونك “، ومتلصصا على وثائقه ومنغصا عليه ما تبقى من يومه.
- ثم إنه من غير المعقول سيدي الرئيس أن تسقطوا في مثل هذا الخطأ الساذج والذي هو بيّنٌ حتى لمن لا يفقه في أمور التوظيف والوظيفة.
ومن تجليات المحسوبية والزبونية كذلك ما تناقلته بعض الشفاه مؤخرا حول توسط بعض الجهات النافذة في جماعتكم المحترمة لأشخاص بغرض تشغيلهم في شركة ” أوزون للنظافة ” وهو الأمر الذي استنكرته العقول الواعية وشجبته الضمائر الحية، فلا يعقل ونحن في مغرب القرن الواحد والعشرين أننا لازلنا نحكّم منطق العاطفة والعائلة في البث في مصير أبناء المنطقة واختيار مستقبلهم وتوجيهه، فكيف يعقل سيدي الرئيس أنكم تسمحون بجعل جماعتكم مرتعا لترويج أفكار إقصائية قبلية محضة، أم أن الأمر لا يخرج عن كونه مجرد وفاء بوعود انتخابية ضيقة قطعها بعض من منتخبي مجلسكم المحترم على بعض من رعاياهم الأوفياء. نعم، ولما لا مادامت سياسة استحمار “اولاد الشعب” واستغباء عقولها مستهلكة وبقوة من طرف المستلبين السّلبيين، نعم ولما لا مادامت هناك طفيليات تنخر جسد الإصلاح المنشود وتتغذي على ما تحقق من منجزات الأحرار، نعم ولما لا ما دامنا نحن الساكنة الطرف الأول المبارك لنهجهم التخريبي من خلال عبارات ” يستاهل إخدم حيث قطّع الصّباط ف الانتخابات ” أو ” يستاهل حيت ضْريّف ” … أفهل بهذا المنطق تتقدم الشعوب ؟؟؟؟ والله خوفي كل الخوف من أن تصل أخبارنا المشرّفة هاته للضفة الأخرى، انذاك نقسم لكم بالله أن اسم منطقتنا الحبيبة سيسجل في ” كتاب جينس ” بمداد من كريستال وليس حتى من ذهب ( فالله إجازيكم بخير : كوارثنا تبقى غي هنا بناتنا )
وبينما نحن نبحث في أسباب ومسببات هذه التشغيلات اللاقانونية يُقذف في مسامعنا من جديد خبر انتداب رئيس الجماعة لكهربائي جديد قيل وأشيع أنه من طرف أحد أعضاء المجلس الجماعي، خبر نزل كالصاعقة فوق رؤوس لم تستفق بعد من هول ما تقدّم من الصدمات والضربات .. كل هذا يحدث وأعلى سلطة في الجماعة من الفريق العدالي، والذي بحكم مجموعة من الاعتبارات سواء منها -مرجعيته الدينية أو قيمته الشعبية – كان من المفترض أن يكون من أول المدافعين عن قيم المساواة والديمقراطية والنزاهة في شغل المناصب الفارغة بالجماعة ، وكان من المفترض أيضا أن يكون أول المنبرين للتصدي لأي انفلات أو خرق من شانه أن يفسد الانتقال الديمقراطي الذي يعيشه المغرب بصفة عامة وجماعة عين الشقف بصفة خاصة.
إننا ومن هذا المنبر نحن شباب دوار اولاد امعرف إذ نندد بهذه الخروقات والتجاوزات التي عرفتها مؤسستكم الجماعية المحترمة في مجال التشغيل، وإذ أيضا نعبر عن سخطنا وتذمرنا من السياسة التي تتعاطونا بها مع هذا الملف الحساس، وإننا لن نسكت ولن نظل مكتوفي الأيدي إزاء هذا الظلم الممنهج والممارس في حق أبناء المنطقة.