صدق أو لا تصدق : عين الشقف بفاس تتحول الى أضحوكة مغربية

عين الشقف بدون بريد، نعم عين الشقف بدون بريد، صدق او لا تصدق.. ونعم كذلك أن أصبحنا أضحوكة تتناقلها الألسن هناك بعيدا عنا في شوارع وأحياء فاس المجاورة.. يحدث هذا في زمن ظننا فيه أن جماعة عين الشقف تسير مع الركب الاخر جنبا لجنب لنكتشف أن التيار الذي جرف الجماعات المجاورة لبر التقدم ليس هو نفسه الذي سار بمنطقتنا الحبيبة في الاتجاه المعاكس، تيار أبى إلا أن يعود بالمنطقة إلى الزمن الغابر زمن الحمام الزاجل والمراسيل … يقولون أن في الرجوع إلى الأصل فضيلة لكن في حالتنا هاته أضحى الأمر رذيلة ووصمة عار على الساهرين على شؤون المنطقة. هكذا أرادنا “العهد القديم” أن نعيش أو بالأحرى أن نتواصل وعلى نفس الحال ارتضى لنا المجلس الجديد نفس سياسة السلف، سيقول قائل أننا نتسرع في اصدار الأحكام ونستعجل في تقييم المشوار ونطلق كلاما غير مسؤول وبدون أدنى تفكير ونقول أن أحكامنا الاندفاعية هاته ومنطقنا “المتسلط” لم ينبعث من فراغ وإنما كانت له مقدمات غير مطمئنة وبوادر غير مُرضية عجلت بما صغناه وبقول ما قلناه، ومن هذه الأسباب نسجل بوضوح :

  • عدم إدراج مشكل البريد في جدول أعمال الدورة الأولى للمجلس الجماعي : من الأولويات التي كان من المفترض على المجلس الجديد أن يخوض فيها بالنقاش في أفق أن يستقر على حل (ولو مؤقت) لها، هذا علما أن المجلس السابق – في آخر ولايته – كان قد باشر مفاوضاته مع ممثل البريد واستقدمه في أكثر من مرة للمساءلة بالمجلس الجماعي، هذا المعطى كان يجب أن يأخذ بعين الاعتبار من طرف المجلس الجديد حتى يستثمر مجهودات من سبقوه بالتفاوض بخصوص هذا الملف. أم أن مسألة تتبع الملفات المتناولة سلفا في المجلس السابق تحظى منكم بتعامل يحكمه منطق الاختيار العشوائي وعدم وضع القضايا ذات الطابع الاستعجالي في مقدمة اهتماماتكم. سنسوق لكم مثالا حتى لا نكون نحن الاخرون نخبط خبط عشواء : تتذكرون جيدا أن من بين ما ناقشتموه في الدورة الأولى كان تخصيص نقطة للتداول في بناء مقصف لموظفي الجماعة تسهر عليه جمعية الأعمال الاجتماعية التابعة للمجلس، هو عمل حسن وإجراء ممتاز لتحسين جودة اداء الموظف وربحا للوقت – بغض النظر عن بعض المؤاخذات التي تشوب الفكرة والتي نترك التفصيل فيها لوقت لاحق – ، لكن أن يطرح المقصف للنقاش ويُغيَّب من هو أولى منه قيمة ومنفعة فهذا أمر غير مقبول بالمرة، ولو سألت أكبر الجاهلين بشؤون المنطقة عن أي من الموضوعين أهمية لقال لك الثاني ولأرشدك على البريد… الحاصول ” الساقي يسقي راسو … “.
  • حيازة أنشطة العمران لنصيب الأسد من القضايا المتناولة بالمجلس الجماعي : الكل لاحظ أن 80% تقريبا من القضايا المطروحة على طاولة المجلس هي قضايا تتعلق بالهدم والبناء في علاقتها بمؤسسة العمران وكأن مفهوم تنمية الجماعة عند هؤلاء والنهوض بها ” ثقافيا، رياضيا، اجتماعيا، اقتصاديا .. ”  لا معنى له  ومن غير المجدي الخوض فيه  إذا نحن لم نحسم في مسألة تسوية هذا الملف المشئوم الذي عرقل كثيرا طريق الإصلاح، اللهم إذا كان أبناء المنطقة  لا يشملهم ولا يعنيهم التوصل بالرسائل والطرود البريدية ولا قيمة للبريد في حياتهم، آنذاك سنكون أمام منطق اخر وكلام اخر …

من هنا إذن، سنحاول أن نفهم – انطلاقا من هذه المعطيات – أن المجلس الجديد يصر عن سبق الإصرار والترصد على ان يجمد كل الأنشطة القطاعاتية الأخرى والتي منها ذات البعد الخدماتي الحساس الذي من شأنه أن يريح المواطن من التنقل باستمرار لقلب المدينة حتى يقضي غرضا كان بإمكان المجلس أن يخفف عنه مشاقه وتبعاته المكلفة – ماديا ونفسيا وجسديا – لولا أنه انحنى لرياح …