الزعامة و دونها الموت أو تدمير مدينة فاس على من فيها

العمل الجمعوي، عمل شريف، نظيف و تطوعي و الهدف منه، تحقيق كرامة السكان و الصناع و التجار في العيش الكريم، و ليس جعلهم يركضون وراء “الزعيم”….
الفاعل الجمعوي الحق، ليس ذلك الزعيم السياسي الذي ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ و ﻳﺠﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ مطبلون و مزمرون ﻳﻄﻤﺤﻮﻥ أيضا ﻟﻠﺰﻋﺎﻣﺔ.
ﺇﻥ عمليات ﺍﻹ‌ﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﻼ‌ﻗﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻭ ﻏﻴﺮ جمعوية، ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﻥ، ﺗﺨﻠﻖ إحساسا ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻤﺔ، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ لا تخدم مصلحة المدينة و السكان و التجار و الصناع….
الحوار هو ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ الإبتزاز طريقا للزعامة، فلا‌ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ…..
لقد انتشر ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ مدينة فاس، و كاد ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ. زعامة ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ و الجاهل، ﻭ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻳﻄﺮﺣﻮﻥ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺁﻧﻴﺔ ﻭ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻲ الإستراتيجية، ﻧﺎﺩﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻭﺍ القانون الأساسي للجمعية و أهدافها، و كذلك منهم من يرى أنه “هو” الأحق ﺑﺎﻟﺰﻋﺎﻣﺔ، ﻭ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮ مدينة فاس ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ.
عشور دويسي