احتلت متابعة فشل أقصى اليمين في النتائج النهائية للانتخابات المحلية الفرنسية معظم الصفحات الأولى للصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين، والتي لم تخل من متابعات للشؤون الشرق أوسطية في صفحاتها الداخلية، لا سيما لدخول النساء لأول مرة في المجالس المحلية السعودية، أو استخدام شخصيات كارتونية في سياق الحملات الإعلامية لمكافحة التطرف في وسائل التواصل الاجتماعي.
إذ وضعت صحيفة التايمز عنوانا رئيسيا في صفحتها الأولى “الناخبون الفرنسيون يرفضون أقصى اليمين ” مرفقا بعنوان ثانوي “الأحزاب الرئيسية تتحد لإفشال مارين لو بان”، في اشارة إلى زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية اليميني الذي اظهرت النتائج النهائية للانتخابات المحلية الفرنسية فشله في تحقيق نجاح في كل الدوائر الانتخابية، بعد أن كان قد حقق تقدما في جولة الانتخابات الأولى مستغلا المناخ الذي أعقب هجمات باريس الأخيرة.
وأشارت صحيفة التايمز إلى نجاح أنصار تحالف أحزاب يمين الوسط في قلب الانتصار الأولي الذي حققه حزب الجبهة الوطنية في الجولة الأولى إلى هزيمة، ومنع الحزب اليميني المتطرف من تحقيق الفوز في أي من المقاطعات الفرنسية الـ 13.
وركزت الصحيفة على هزيمة زعيمة الحزب مارين لوبان بسهولة أمام مرشح الحزب الجمهوري (يمين الوسط) على الرغم من تحقيقها تقدما كبيرا في جولة الانتخابات الأولى.
وبدورها كرست صحيفة الغارديان معظم صفحتها الأولى وعددا من صفحاتها الداخلية لتغطية هزيمة أقصى اليمين في الانتخابات الفرنسية المحلية، مشيرة الى أن تكتيكا استخدمته الأحزاب الرئيسية فضلا عن الإقبال الكبير من مؤيديها في الجولة الثانية وتحذير اليسار من أن ما سماه “الحزب العنصري والمعادي للسامية” سيحطم فرنسا، كانت عوامل ساهمت في إبعاد أقصى اليمين عن الفوز في هذه الانتخابات ووجه ضربة لزعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني مارين لوبان.
ووضعت الصحيفة عنوانا لتحقيق في صفحاتها الداخلية عن الموضوع نفسه “اليسار واليمين يتحدان لإبعاد لوبان عن السلطة”.
أما صحيفة الاندنبندت، التي كرست عددا من صفحاتها الداخلية لمتابعة أصداء الإتفاق التاريخي في قمة التغير المناخي التي شهدتها باريس، فقد قاربت موضوعة خسارة أقصى اليمين في تقرير كتبه مراسلها في باريس جون ليتشفيلد تحت عنوان “انتصار للجمهورية”.
وقد استعار الكاتب عنوانه من تصريح لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس حيا فيه نتائج الانتخابات المحلية الفرنسية.
بيد أن كاتب المقال يتوقف عند طموحات رئيسة الجبهة الوطنية، لوبان، بالرئاسة الفرنسية بعد تصريحاتها الليلة الماضية بأن النتائج “انتصار كبير” سيضعها في مسار الفوز بالرئاسة خلال 18 شهرا.
ويقول كاتب التحقيق أن لوبان، بحصول حزبها على نحو سبعة ملايين صوت في عموم فرنسا، حطمت رقمها القياسي 6.4 مليون صوت الذي حققته في انتخابات الرئاسة عام 2012.
وتنفرد صحيفة الفايننشال تايمز بنشر تحقيق عن شخصية كارتونية جديدة تظهر في أشرطة على موقع يوتيوب تدعى عبد الله أكس، في سياق مكافحة التطرف لدى الشباب والافكار المتشددة للتنظيم الذي يطلق على نفسه تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وعبد الله أكس هو مسلم بريطاني يتحدث بلكنة الطبقة العاملة البريطانية، ويرتدي قميصا (تي شرت) بلونين أحمر وأسود، ويعلق سلسة كبيرة حول عنقه ويظهر متحدثا في فيديوهات على يوتيوب عن سوريا مستهدفا جمهور المراهقين والشباب.
وتقول الصحيفة إن هذه الشخصية الكارتونية أحدث الأسلحة في الحرب ضد “داعش” في وسائل التواصل الاجتماعي، وجزءا من دفقة لخلق مزيد من المحتوى المضاد للتطرف الذي تدعمه شركات تكنولوجيا المعلومات على الانترنت أمثال غوغل وفيسبوك.
وترى الصحيفة أن شركات مواقع التواصل الاجتماعي باتت تحت ضغوط متزايدة بعد هجمات باريس وكاليفورنيا الأخيرة، فبات بعضها ينظر إلى ما هو أبعد من تحجيم (البوستات) ومقاطع الفيديو التي تروج لهذه التنظيمات المتطرفة، بنشر رسائل سهلة الانتشار تسهم في مكافحة الافكار المتطرفة.
و لا تنتج شركتا غوغل وفيسبوك اللتان تمتلكان يوتيوب، هذا المحتوى بنفسها بل تساعد منظمات غير ربحية بإعطائها الأدوات المناسبة للوصول إلى الجمهور الصحيح على الانترنت، وهو جمهور الشباب الغربي المسلم الذي يبدي اهتماما في متابعة المحتوى المتطرف على الانترنت.
وتكرس صحيفة الغارديان إحدى مقالاتها الافتتاحية لتمثيل عدد من النساء لأول مرة في المجالس المحلية السعودية، مشيرة إلى أن السماح للمرأة بالترشح في الانتخابات في المملكة العربية السعودية هو “خطوة صغيرة في طريق طويل”.
وتنطلق افتتاحية الصحيفة من إشارة إلى أن القران واضح في الإشارة إلى أن الرجل والمرأة قد خلقا من “روح واحدة” وليس كما هي الحال في المسيحية ورواية العهد القديم في خلق آدم أولا وأن حواء خلقت لاحقا من ضلعه.
فالقرآن كما تقول الصحيفة، لم يقدم التفويض والمسوغ للمعاملة التي تتلقاها المرأة، للأسف، في العديد من البلدان.
وتضيف الصحيفة أن الممكلة العربية السعودية هي مثال سيء لمعاملة المرأة، حيث لا يسمح للمرأة بقيادة السيارات أو الخدمة في الجيش وظلت محرومة من المشاركة في الانتخابات حتى عام 2011 ، حيث رفع الملك عبد الله الحظر على مشاركتها.
وترحب الصحيفة بفوز عدد من النساء السعوديات في انتخابات المجالس المحلية، لكنها تستدرك بالقول إنه قبل الاحتفال ببزوغ ليبرالية سعودية، من المهم ملاحظة أن المجالس المحلية ليست لديها أي قوة تشريعية، بل هي مجرد هيئات إدارية لخدمات الأحياء والشوارع المحلية.
وتشير الصحيفة إلى أن 130 ألف امرأة فقط انضممن إلى 1.3 مليون رجل في التسجيل في سجل الناخبين لأن التشريعات تشترط عليهن اثبات الهوية بأوراق يقدمها رب الأسرة فقط.
وتقول الصحيفة إن المرأة في المملكة السعودية ما زالت تحتاج إلى موافقة من رجل في عائلتها إذا أرادت الزواج أو الالتحاق بعمل أو فتح حساب مصرفي.
وتخلص الصحيفة إلى أنه ليس ثمة مصدر للمساواة بالنسبة للمرأة أفضل من المؤسسات الديمقراطية التي تحمي حقوق الانسان بدلا من حقوق حملة هويات محددة.
ووضعت صحيفة ديلي تلغراف عنوانا احتفائيا لتقرير مراسلها من القاهرة عن انتخابات المجالس المحلية في السعودية هو “المرأة السعودية تحقق انتصارات انتخابية تاريخية”.
وينقل تقرير الصحيفة عن سالمه العتيبي، التي فازت بأول مقعد في بلدة مدركة في بمنطقة مكة، قولها ” لقد بكيت من الفرح عندما أبلغت بفوزي، فرحة أي إنسان يحصل على شيء لأول مرة”.
وأضافت العتيبي، وهي معلمة وأم لطفلين، “كان زوجي قلقا عليّ. كان قلقا من أنني قد أحبط إذا خسرت، بيد أنني على ثقة بالله وبأولئك الذين صوتوا لصالحي”.
وتنشر الصحيفة نفسها تقريرا من مراسلتها في تل أبيب تقول فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتغيير إجراءات عزل الكلاب المعتمدة في البلاد إثر احتجاز كلبه الخاص بعد أن عض اثنين من ضيوفه في احتفال بعيد الحانوكا الأسبوع الماضي.
وقد عض كلب نتنياهو عضو البرلمان الإسرائيلي شارين حسقيل، قبل أن يعض أيضا زوج وكيلة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبني هوتوفيلي.
وقد وقعت الحادثة مساء الأربعاء في حفل لإضاءة الشموع استضافه نتنياهو بمناسبة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) الذي يحتفل به لثمانية أيام تنتهي الاثنين.
وقد عالج الفريق الطبي التابع لرئيس الوزراء الضحيتين في موقع الحادث، أما كلب نتنياهو فنقل في اليوم التالي إلى منشأة لاحتجاز الحيوانات، حيث ينص القانون الإسرائيلي على عزل أي كلب يعض إنسانا لمدة 10 أيام إذا كان ملقحا ضد مرض داء الكلب ولمدة شهر إذا لم يكن ملقحا.
وتنقل صحيفة الغارديان عن الروائي المصري علاء الأسواني قوله إن مركزا ثقافيا تعرض لضغوط لإلغاء فعالية كان سيتحدث فيها عن كيفية تضليل الحكومة للجماهير بنظريات عن أن العالم يتآمر ضد مصر.
وقال الأسواني إن الغاء فعاليته في الأسكندرية الأسبوع الماضي أعقب إجراءات أخرى العام الماضي منعته من الظهور في التلفزيون أو النشر في صحف مصرية.
ونقلت الصحيفة تصريحا للأسواني لوكالة أسوشييتد برس وصف فيه حرية التعبير في مصر بأنها في أسوأ أوضاعها و”أسوأ من ايام حسني مبارك” الرئيس المصري السابق الذي أطيح به في انتفاضة شعبية عام 2011.
ويأتي هذا الإلغاء بعد تعرض روائي آخر، أحمد ناجي، إلى المحاكمة لنشره مقتطفات من روايته الجديدة “استخدام الحياة” في مجلة أدبية، وتقول النيابة المصرية إنها “تخدش الحياء العام”.