احياء لليوم الدولي للجبال، الذي يصادف الحادي عشر دجنبر من كل سنة، وتنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد 245/57 لسنة 2002، و المحتفى به هذه السنة تحت شعار “الترويج لمنتجات الجبال من أجل سبل عيش أفضل”، ترأس السيد عبد الحـق حوضـي عامـل صاحب الجلالة على إقليم بركان صباح يوم الثلاثاء 15 دجنبر2015، بمركز الأعمال الاجتماعية لموظفي المندوبية السامية للمياه والغابات، بالجماعة القروية لتافوغالت، لقاءا تحسيسيا لتسليط الضوء على أهمية الجبال كمعطى جغرافي واقتصادي وبيئي وكمصدر للتوازن الإيكولوجي و كذا للساهمة في الترويج للمنتوج السياحي بالإقليم عموما و تعزيز جاذبيته السياحية ومواكبة الجهود الرامية إلى إنعاش السياحة الجبلية البيئية انطلاقا من مشروع تنمية المناطق الخلفية بالإقليم المضمنة في البرنامج التعاقدي الجهوي للتنمية السياحية بالمنطقة الشرقية.
نظم هذا اللقاء من طرف عمالة إقليم بركان بتعاون مع كل من المجلس الإقليمي و المجلس الإقليمي للسياحة و بحضور كل من السادة البرلمانيين ورؤساء الجماعات الترابية ورؤساء المصالح الخارجية ورؤساء الجمعيات وممثلي وسائل الإعلام وفعاليات من المجتمع المدني.
ومما لا شك فيه أن المناطق الجبلية تكتسي موقعا متميزا في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لكثير من دول العالم بما في ذلك شمال إفريقيا. ففي المغرب تحديدا حيث تتسامى قمم أربع سلاسل جبلية تشمل الأطلس الصغير، المتوسط والكبير وكذا جبال الريف الذي تمتد من شمال المملكة إلى شرقها والتي تحتضن الموقع الإيكولوجي والبيولوجي لجبال بني يزناسن التي يمتد على مساحة تقدر بـ 8300 هكتار بأعلى نقطة جبلية بتافوغالت تصل إلى 850 متر حيث يشكل هذا الموقع مجالا واسعا بتنوع بيولجي جد هام كما يعتبر وجهة سياحية مفضلة بالمنطقة الشرقية باعتباره قاعدة خلفية للمحطة السياحية للسعيدية إضافة إلى قيمته التراثية والأثرية والأركولوجية الهامة، فضلا عن تميزه بغنى غطائه الطبيعي النباتي والشجري المتنوع وغناه بالنباتات العطرية والطبية ووحيش مختلف يضم أصنافا مستوطنة نادرة ومهددة بالانقراض كالآوى وطيور مهاجرة وأخرى مستوطنة وحيوانات كثيرة لا يسع الحيز لذكرها.
كما تتميز هذه الجبال باحتوائها لمجموعة من المغارات كمغارتي الجمل والحمام اللتين تدلان على عظمة وعبقرية الإنسان بهذه الربوع شاهدة علــى تراثه الثقافي الزاخر وخصوصيته المحلية وتفرده بهوية متميزة. كما تتواجد بهذه السلسلة الجبلية أعلى نقطة بقمة جبل فوغال بالجماعة القروية لعين الصفا التابعة لعمالة وجدة ـ أنجاد بحوالي 1532 متر على سطح البحر، وبجبل بوزعبل بعلو يناهز 1429 متر بالجماعة الترابية لفزوان . كما تتوفر هذه السلسلة على ثروات طبيعية مهمة خاصة الموارد المائية بوادي زكزل وغيره من العيون المتفجرة بكل المناحي والسفوح وسط غنى أيكولوجي متنوع يضم ثروة نباتية هامة وغطاء غابوي يمتد على مساحة تقدر بـ 148 ألف هكتار. كما يحتوي الموقع الإيكولوجي والبيولوجي بتافوغالت لوحده ثروة نباتية هامة تتكون من 38 نوع محلي و16 نوع نادر وثلاثة أصناف مهددة بالانقراض وثروة حيوانية تضم 41 صنف محلي و46 صنف نادر و20 صنف مهدد بالانقراض.
تظل الجبال عنصرا أساسيا ضمن المنظومة الجغرافية وتركبتها بالإقليم لما لها من دور بارز بل ومحوري في النظم الأيكولوجية المحلية. وفي هذا الصدد لا أحد ينكر أن منطقة « تافوغالت » السياحية هي من أبرز المناطق التي يعول عليها إقليم بركان لضمان الإقلاع السياحي اعتبارا لموقعها الجغرافي المتميز، إذ لا تبعد عن مدينة السعيدية سوى بـ40 كيلومترا وبأقلَّ من 50 كيلومترا عن وجدة.
فجبال بني يزناسن تمتاز بجمالية رائعة وطبيعة أخاذة مما قد يؤهلها بأن تكون وجهة سياحية بامتياز، هذه المكونات قد تجعل المنطقة تكتسب شهرة على الصعيد الوطني والدولي لو أحسنا التدبير وعملنا جاهدين من اجل النهوض بهذه السياحة وخاصة الجبلية منها.
فالمنطقة تجذب على قلة بنياتها السياحية، أعدادا لا بأس بها من السياح المغاربة والأجانب. وتختلف غايات الزوار بين الباحث عن السكينة، بعيدا عن مشاغل الحياة وهمومها، وبين المنقب عن الكنوز التاريخية، التي تختزنها هذه المنطقة.
وبهذه المناسبة، تم إعداد برنامج احتفالي ثري يضم تنظيم مسابقة في رياضة المشي عبر مسلك اولاد الحافي على امتداد 11كلم و هي تظاهرة مفتوحة لجميع الأعمار بما في ذلك النساء و بمشاركة جمعية المشائين للمحافظة على التراث الجبلي ثم عبر مسلك أونوت على امتداد 6 كلم شارك فيها المكفوفون وهي المبادرة الأولى من نوعها على الصعيد الوطني .
كما تم خلال نفس اللقاء عرض جملة من المحاضرات حول مواضيع من الأهمية بمكان في مجال البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد تم انتقاء هاته المواضيع بعناية نظرا لكونها تلامس الحياة الجبلية ومحيطها وتهم الساكنة المحلية و لعل أبرزها:
تقديم البرنامج الوطني للسياحة الطبيعية و القروية بالإقليم من طرف ممثل عمالة بركان و من خلاله تم استعراض مضمون اتفاقية 29 شتنبر 2014 حول تفعيل برنامج التنمية المندمجة للسياحة القروية و الطبيعية الذي خصصت لإنجازه ميزانية مهمة في حدود 2340 مليون درهم منها 232 مليون درهم مخصصة للجهة الشرقية وحدها و ذلك لتغطية قطاعات واعدة تهم: تهيئة المسالك السياحية و التنشيط السياحي و الإيواء و تثمين المنتجات المحليةثم المواكبة و المرافقة التقنية.
مصادر المياه رافعة للتنمية المستدامة في المناطق الجبلية من تقديم ممثل وكالة الحوض المائي
الإنسان و تثمين الموارد الطبيعية بجبال بني يزناسن من تقديم استاذ جامعي
الجبال و التنمية المستدامة من تقديم ممثل مديرية الإقليمية للمياه و الغابات ومحاربة التصحر.