أقدم مدينة في المغرب المملكة المغربيّة هي إحدى دول شمال إفريقيا، وتقع في أقصى شمال غرب القارة مشرفة على مضيق جبل طارق، وتطل سواحلها على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وتاريخ المغرب موغل في القدم ويصل لمراحل ما قبل التاريخ، حيث تعاقبت عليها حضارات ترجع إلى أربعين ألف سنة، وبدأت مراحلها التاريخية المتعاقبة منذ الألف الرابع قبل الميلاد، وأقدم المدن في المغرب هي مدينة فاس التي تحتل المركز الثالث من حيث المساحة بعد كل من الدار البيضاء والرباط، ويعود تصميم المدينة وإنشاؤها إلى الدولة الإدريسيّة.
مدينة فاس
تاريخ المدينة يزيد عمر مدينة فاس عن ألف ومئتي عام، ويعود تاريخ تأسيس المدينة لعام ثمانمئة وثمانية للميلاد، وقد أنشئت لتصبح عاصمة للدولة الإدريسيّة على عهد إدريس الثاني، وفي القرن الثالث عشر الميلادي تم بناء القسم الحديث على يد الفرنسيين إبّان المرحلة الاستعماريّة، وفي تاريخها كانت فاس إحدى بؤر الصراع بين الدولة الأمويّة في الأندلس والدولة الفاطميّة التي حكمت شمال إفريقيا، وشهدت فترة ازدهار كبيرة في فترة حكم الأمويّين، وبعد سقوطها تتابع عليها الحكام المحليّون كأمراء زتانة والموحّدين وبني مرين، وفي فترة الاحتلال الفرنسي كانت فاس عاصمة المغرب حتى عام 1912م، إلى أن تحوّلت العاصمة إلى مدينة الرباط، وكان لتلك الحادثة أثر سلبيّ على اقتصاد المدينة وتكوين سكانها. موقع المدينة تقع مدينة فاس في منطقة وسطى بين شمال ووسط المملكة المغربيّة، بحيث تمر بها الطرق التي تصل بين ساحل المحيط الأطلسيّ، ووسط البلاد، وتحيط بالمدينة العديد من التلال، وتشغل هي الوادي الخصيب في المنتصف، الأمر الذي وفّر وجود أراضٍ خصبة صالحة للزراعة، كما تساعد طبيعة الأرض على تخزين مياة الأمطار في خزان جوفيّ تخرج منه الينابيع التي تمد المدينة بالماء العذب. آثار المدينة توجد في فاس العديد من الآثار التي تدلّ على مدى الحضارة التي وصلت إليها في العصور الإسلاميّة المختلفة، ومن أهم تلك الآثار البوابات الثمانية لسور المدينة القديم، وتتميز تلك الأبواب بأقواسها ونقوشها التي ظلّت محتفظة بطابعها إلى الوقت الحالي رغم تجديد بعضها في فترات مختلفة، أما عن داخل المدينة فيتميّز بآلاف البنايات الأصليّة التي شُيّدت في فترات التأسيس وحكم المرينيين، بالإضافة إلى القنوات العذبة التي تغذّي جميع أرجاء المدينة بالماء، والتي يبلغ طولها سبعين كيلومتراً، وقد اختيرت فاس واحدة من مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في ثمانينيات القرن الماضي، وتم تطوير المدينة بحيث منعت المركبات التي تعمل بالوقود والسيارات من السير في المدينة القديمة للحفاظ عليها من التلوّث الذي تُحدثه العوادم، وتُعدّ تلك المنطقة أكبر منطقة خالية تماماً من السيارات في العالم.