قال أساتذة جامعيون أمس الثلاثاء بفاس، إن استراتيجية إصلاح التربية والتكوين تسعى لجعل المدرسة المغربية فضاء للتمكن من اللغات والمعارف والكفايات والقيم اللازمة.
وأبرزوا، في الملتقى الوطني السابع للغة العربية، الذي نظمته الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية (فرع فاس) بمناسبة الاحتفاء بيوم اللغة العربية (فاتح مارس) تحت شعار “موقع اللغة العربية في إصلاح المنظومة التعليمية بالمغرب” أن اللغة العربية تحظى بالصدارة في استراتيجية إصلاح منظومة التربية من حيث الاهتمام واقتراح الآفاق اللازمة لتضطلع لغة الضاد بدورها الكامل في التدريس وتنمية المعارف.
وأشار الجامعيون، خلال هذا الملتقى المنظم بتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وبشراكة مع كلية الآداب سايس والمجلس الجماعي للمدينة، إلى أن إنجاح إصلاح منظومة التربية والتكوين يستدعي تجديد تدريس اللغة العربية ونسقها الانساني وخلق نموذج بيداغوجي معرفي جديد أكثر انفتاحا، مبرزين أن اللغة العربية تحتاج إلى العلم لتكون لغة حية كباقي اللغات الأخرى.
وأكدوا أن استراتيجية إصلاح التعليم تولي أهمية قصوى للغات باعتبارها تشكل منظومة متكاملة لتحصيل تعليم نافع ومنصف وعادل يحقق مردودية مباشرة وبعيدة المدى للفرد والمجتمع، مشددين، في السياق ذاته، على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار بأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للمملكة المغربية ولغة أساسية في تدبير الشأن العام ومقوم من مقومات الهوية المغربية.
وبعد أن أبرزوا أن استعمال اللغة العربية في مختلف مجالات العلم والمعرفة والثقافة والحياة يظل طموحا وطنيا من أجل تنميتها وتحديثها وتبسيطها وتحسين تدريسها، دعا الأساتذة الجامعيون إلى ضرورة إعطاء الأولوية للدور الوظيفي للغات، وفي مقدمتها اللغة العربية، في ترسيخ الهوية واكتساب المعارف والكفايات والثقافة والارتقاء بالبحث بهدف تحقيق توازن اقتصادي واجتماعي وثقافي وعلمي.
يشار إلى أن برنامج هذا الملتقى تضمن مجموعة من العروض من قبيل “موقع اللغة العربية في استراتيجية إصلاح التعليم”، و”من الافتحاص اللغوي إلى الحكامة اللغوية”، و”اللغة العربية في خطاب الإصلاح التربوي والبيداغوجي بالمغرب”، و “اللغة العربية بين الرؤية الاستراتيجية والتدابير ذات الأولوية”.