ENCG بفاس: واقع التعليم العالي بالمغرب: آفاق وتحديات
نظمت جمعية طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس، ندوة حول موضوع: واقع التعليم العالي بالمغرب: آفاق وتحديات، وذلك يوم 4 مارس 2016، على الساعة الثالثة بعد الزوال بمركب الحرية بفاس.
فبعد وقفة احترام لإلقاء النشيد الوطني، ابتدأت بكلمة افتتاحية لأشغال الندوة مع السيد مدير المدرسة الوطنية والتجارة والتسيير بفاس الأستاذ ميلود الحافيظي، الذي أبدى تشجيعه للطلبة الذي قاموا بتنظيم هذه الندوة الهامة، باعتبارها وجه من مظاهر التطور الذي لحق بالجامعة المغربية بشكلها العام والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس بشكلها الخاص، وبالمناسبة ففقد شهدت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس منذ إداراتها من مكتب إداري الذي ترأسه الأستاذ الحافيظي تبوأ مكانة مميزة ( توجد ضمن أربع الأوائل) بين نظيراتها الوطنية بالرغم من موقع تواجدها بجهة فاس-مكناس الذي يفتقد إلى كثير من المقومات الإقتصادية والأنشطة التجارية.
وبعد ذلك يتقدم السيد ابراهيم اقديم نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ابراهيم أقديم، بمداخلته التي صبت في أن التعليم هو أولى الأولويات بعد القضية الوطنية، بحيث استحضر ثلة من النقاط الأساسية، النقطة الأولى تظهر في السياق المؤطر لإصلاحات التعليم العالي في المغرب وقد استحضر هذه النقطة بالذات للتذكير بالمنعرجات الكبرى للاستراتيجية التي مر منها التعليم العالي بالمغرب حتى نأخذ عبرة من الماضي للاستشراف والنظرة إلى المستقبل، والنقطة الثانية التي وقف عليها السيد ابراهيم أقديم تتعلق بالتوجهات الحالية للإصلاحات التي تقوم بها الحكومة والوزارة البحث لعلمي وتكوين الأطر والجامعة على المستوى الجهوي والمحلي، ومنه ذكر بعض المجهودات الجبارة التي تقوم بها جامعة سيدي محمد ابن عبد الله، للرقي سواء على مستوى التكوين أو على مستوى البحث العلمي.
هذا وقد عمل على توجيه الطلبة إلى مجموعة من الأدوات للنقاش والتحليل اعتبارا منه أنه لابد أن يتوفر عند كل طالب كالميثاق الوطني للتربية والتكوين، باعتبارها مرجعية أساسية، كما أحال الطلبة على قانون أساسي مؤطر للتعليم العالي الصدر، باعتبره كترجمة للتصورات التي كانت في الميثاق هذا القانون مسمى قانون 00.01، هذه الوثائق جاءت لمقاربة الإشكالات المتعلقة بالتعليم، اعتبارا منه أن الإصلاح ليس عملا مركزا بزمان أو مكان معين فهو آلية لا تتوقف لاسيما في مجال التعليم، ففي الميدان البحث العلمي الدقيق، في العلوم الإنسانية التي تتجدد باستمرار، وتؤطر العمل للاصلاح الحالي في جميع الجامعات: الشفافية، والجودة، التواصل، العصرنة، والرقمنة، والتجديد والابتكار، كما تطرق لمجموعة من الأوراش تم فتحها لأول مرة في جامعة سيدي محمد بن عبد الله، قصد النهوض بالبحث العلمي والجامعة نحو التطور، والمتمظهرة في استراتيجية التكوين، استراتيجية البحث العلمي، استراتيجية التواصل، بالإضافة إلى مجموعة من الاستراتيجيات تمت بالتصويت و المصادقة من طرف مجلس الجامعة، مبينا دعمه لهذا العمل النبيل الذي قام به الطلبة لهذا النشاط، مؤكدا في نهاية مداخلته أن التعليم العالي يبني لتقنيات العصر تدخل فيه العولمة بشكل متواصل، وأن جامعة المستقبل ستكون عابرة للحدود، لها أدرع وشركات وآفاق وشبكة وممثلين.
مرورا إلى مداخلة السيد محمد لشقر أستاذ الكمياء بكلية العلوم جامعة سيدي محمد بن عبد الله، الذي أشاد من خلالها إلى أن للجامعة ثلاث وظائف، التعليم والبحث وخدمة المجتمع، والمنتوج الأساسي للجامعة هو المعرفة، وان وظيفتها الأولى في العمل هو خلق جو ملائم للبحث والإبداع العلمي من أجل إنتاج ما يصطلح عليه الآن برأس المال المعرفي، ومن أبرز التحديات لتحقيق هذه الوظائف توافق التخصصات والتأهيل وبناء القدرات المعرفية والمهاراتية وثقافة العمل بها بما يتناسب مع متطلبات سوق الشغل، اعتبارا منه أن الجامعة تحتل مكانة الصدارة في المجتمع لأنها مركز الإشعاع العلمي والثقافي بامتياز ومنبر التنوير والتواصل التي تخدم من خلاله مجموع المكونات المجتمعية بالبلد، وقد ربط إصلاح منظومة التعليم يجب أن يكون إصلاحا شاملا يكون متدرجا وحكيما، دون الرجوع إلى الوراء، يكون وفق خط تطور منسجم مبني على تشاور دائم وبعيد عن التغيرات السياسية التي والتجاذبات الإيديولوجية التي قد تحدث من حين إلى آخر، أما الإصلاحات الموسمية التي نراها كل سنة فمآلها الفشل وهدر المال العام، وعلى الجامعة أن تكون منبر حرا لتلاقح الأفكار وليس ساحة معركة وساحة حرب كما يريد البعض أن يروج لها لتصريف أجندات خارج عن وظيفة الجامعة
ومنه أشاد بمجموعة من الأسئلة جوهرية في هذا الخصوص تظهر في :
-لمن الأولوية في العملية التربوية، هل الأولوية للطالب أم للمعارف؟
-الأولوية لمن هل هي لمضمون المواد المعرفية أم لمنهاج التي يجب تدرس بها هذه المعارف؟
-تنمية المجتمع والدولة هل يجب ان تقتصر على تحسين مستوى الإنتاج والدخل والمعيشة للمواطنين أم يجب أن تتحداه غإلى تطوير الرأس المال البشري الذي يجب أن يلعب الدور الأساسي في أي تنمية بشرية؟
-هل يجب إعطاء الأولوية للنوعية في التعليم العالي أم لضرورة توفير وتأمين مقعد لكل طالب؟
-هذه الشهادات العليا تتناسب مع المعلومات والمهارات الواجب توفرها في حقل الاختصاص؟
-هل مخرجات التعليم العالي تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل المتجددة والمتطورة؟
-هل على الجامعة أن تنفتح على محيطها الاجتماعي والاقتصادي ام العكس؟
-هل استطاعت الجامعة مواكبة التطور والطلب على بعض المهارات والتخصصات الجديدة الناتجة عن تطور الاقتصاد؟
-هل تقوم الجامعة بالأدوار الجديدة المنوطة بها؟
لتختتم أشغال هذه الندوة بكلمة الدكتور عمر البقالي أستاذ الإعلاميات بكلية العلوم ظهر المهراز بفاس، مبينا افتخاره بالطلبة لتطلعاتهم لأفاق البحث العلمي باعتباره قاطرة المجتمع ويجب أن يلبي متطلبات المجتمع، مظهرا أن المجال المعلومات يعرف تطورا سريعا،يجب مواكبة بالإضافة إلى تأكيده أن جاهل اللغة الحية كالإنجليزية يعتبر أمي.
ليشرع لنا القول أن هذه الندوة كانت علمية بامتياز عرفت نجاحا على مستوى الحضور الذي واكب أشغالها من جهة، وعلى مستوى المناقشة والتفاعل البناء من جهة أخرى.