إن ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ بعض ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ بفاس، في الإستفادة من غلاف مالي ضخم لصيانة أو ترميم “مراحيض المدينة العتيقة”، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ﻳﺸﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ الإحترام.
صيانة مراحيض بالمدينة العتيقة بغلاف مالي يفوق 220 مليون سنتيم، شيء لا يتقبله العقل، حيث هناك مرحاض لا يتعدى 8 متر مربع، خصص له 20 مليون سنتيم و آخر بعد إصلاحه، تخصص له ثانية 30 مليون سنتيم…؟!
ما لا يتقبله العقل كذلك هو التفكير في إصلاح المراحيض و المواطن المغربي، يقطن منزلا آيل للسقوط….؟!؟!
أما المتضررون من انهيار عمارة عين النقبي، فحدث و لا حرج….
الجمعيات التي استفادت أو ستستفيد، حسب ما يروجه المتتبعون للشأن المحلي، غالبا لا تعبر ﻋﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺹ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻫﻦ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ، ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻌﻴﻨﺔ…، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻌﻴﺔ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺗﺸﺎﺭﻛﻴﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﻠﻮﺑﺔ…..
إن المشروع الإجتماعي الهام الذي ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ حفظه الله، في خطابه ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻴﻮﻡ 18 ﻣﺎﻱ 2005، مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يحمل ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ ﻋﺪﺓ ﻗﻴﻢ ﻫﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺤﻜﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ، ﻭ التركيز على ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻴﺔ،….
و منذ الإعلان عن مشروع “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، خصصت ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، أموالا ﺿﺨﻤﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ الأولى الإنسان، أي المواطن المغربي….
المال العام أمانة و مسؤولية و ربط المسؤولية بالمحاسبة من إيجابيات دستور 2011، و المجلس الأعلى للحسابات أنشئ لهذا الغرض.
عشور دويسي