لم تمض أيام قلائل عن فضيحة التفويضات اللاقانونية التي وقعها رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات الجهوية لطنجة و الطريقة الملتوية التي تم بها إرضاء مقرر المكتب الجهوي و نائبه لتمكينهم من تفويض تسيير فرعية الحسيمة متجاوزا – و هي الطامة الكبرى – التفويض الرئيسي الممنوح للنائب الثاني له، و الدفاع المستميت لهذا الأخير – أي الرئيس – على لاقانونية التمثيل بشتى الوسائل ضاربا عرض الحائط تنبيهات و تعرضات مجموعة من أعضاء الغرفة الجهوية، حتى طفت على السطح فضيحة مالية من العيار الثقيل بفرعية الحسيمة تنذر في القادم من الأيام بتفكك وشيك للتوافق المبدئي للفرق المشكلة للمكتب الجهوي و بسحب للثقة من أعضاء فرعيتي تطوان و الحسيمة و بعض غيوري أعضاء طنجة من الرئيس الحاليالفضيحة المالية الأخيرة بطلاها عضوي المكتب الجهوي و صاحبي التفويضين التوأمين بفرعية الحسيمة، الأول يشغل مهمة المقرر، فيما الثاني و الذي لا يعرف الكتابة و القراءة بشكل قطعي نائبا له، في ضل تنزيل مفهوم الجهوية المتقدمة و مبدإ ربط التسيير بالكفاءة، حيث و حسب المعلومات المستقاة من عين المكان قد تصرفوا في ميزانية إصلاح الغرفة المقدرة بما يفوق أربعة عشر مليون سنتيم و التي حسب معطيات دقيقة لا تتناسب و ما تمت معاينته على أرض الواقع مما جعل الغيورين على هذه المؤسسة يدقون ناقوس الخطر و يشيرون إلى تضخيم في مبالغ الفواتير و عملية نصب و احتيال بكل المقاييس مشوبة بعدة اختلالات ماليةو حسب مصادر موثوقة، فالاستعدادات جارية على قدم و ساق من أجل استقدام مختبر خاص لمعاينة نوعية المادة التي استعملت في إعادة صباغة الواجهة الخارجية لمقر غرفة الحسيمة المهنية و التي تجاوزت تكلفتها سبعة ملايين سنتيم لتبدأ و في أقل من شهر في التآكل و السقوط حسب الصور التي توصلنا بها من ذات المدينة. و فيما يخص تغيير الباب الرئيسي للمؤسسة فقد فاقت تكلفتها كل الأرقام الواقعية لتصل إلى ما يفوق أربعة ملايين سنتيم، و هو رقم مبالغ فيه و يطرح أكثر من علامة استفهام. و لم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد تم تبرير صرف أكثر من ثلاثة ملايين سنتيم بإصلاحات بسيطة و شبه منعدمة همت تغيير بعض المصابيح و الصنابير و هو الأمر الذي ولد السخط لدى العموم خاصة منتسبي الغرفة و الذين أبانوا عن عدم ارتياحهم لما يحدث بها في ضل الركود التجاري و الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بمدينة الحسيمةبالموازاة مع هذه الفضيحة المالية التي أماطت اللثام عن سوء نية العضوين المفوضين و الذين يعيثان فسادا بالغرفة مستغلين الدعم غير المنتهي لرئيس الغرفة لهما، و يقومان بتحويل الأموال العمومية في اتجاهات غير التي رصدت لأجلها، فإن بوادر انشقاقات بدأت تخيم على المكتب المسير الجهوي سببه الرئيسي عدم تجاوب رئيس الغرفة مع استفسارات باقي الأعضاء فيما يخص الفوضى التي تعيشها فرعية الحسيمة بسبب التفويضين و محاولته الحط من مكانة فرعية تطوان و تهميشها، و التي بدأت علاماتها تظهر للمتتبعين من خلال ما آلت إليه فرعية تطوان ذائعة الصيت و التي تشهدتطاحنا غير مسبوق بين أحد نواب الرئيس و الوصي السابق عن نفس الغرفة من جهة، و بين الرئيس ذاته و المجموعة التصحيحية من داخل الكتلة السبعة و التسعين من جهة ثانية
حنان عزيز