لماذا باناما بالذات ؟‎

شركة ” موساكا فونيسكا ” حسب وصف بعض الصحف العالمية المختصة ، هي من أوائل الشركات العالمية التي تقدم خدماتها القانونية لكل من يطلبها و بإمكانه أن يدفع مستحقاتها . يوجد مقر الشركة بجزيرة بنما ، و هي تشتغل أساسا مع القادة و السياسيين الدوليين و رجال الأعمال في إدارة أموالهم المشبوهة ، و تحويلها عبر العديد من الشركات الوهمية و المؤسسات ، في سعي منهم لتبييضها ، و ذلك بعيدا عن أعين الرقابة المالية في الدول التي ينتمون إليها .

و يقدر الخبراء أن عدد هذه الشركات الوهمية عبر العالم و المكشوف عنها في وثائق “بنما ” هو ما يزيد عن 124 ألف شركة ، يتجلى دورها الأساسي في تمليك الأموال لعدة مُلاك وهميين بُغية إخفاء مصدرها ، و إضفاء الشرعية عليها ، قبل إعادة ضخها في الإقتصاد الوطني لصاحبها الأصلي ، و بصفة مشروعة هذه المرة .

للشركة العالمية المذكورة مؤسِسين إثنين ، و هما محامي ألماني المَولد ” جوردان موساك ” و محامي بنمي هو ” رامون فونيسكا ” . هذا الأخير كان مستشارا للرئيس البنمي ” خوان كارلوس فاريا ” منذ شهر مضى .

السؤال المطروح هو عن الدافع الذي يجعل من الشخصيات العالمية التي تريد تبييض أموالها تلجأ بالخصوص لبنما و للشركة المذكورة .

المعروف أنه عبر الدول في عالمنا هناك ما يسمى ( الملاذات الضريبية ) ، و هي دول يسهل فيها إنشاء شركات وهمية من أجل غسيل الأموال و إخفاء مصدرها عبر ضخها في ذات الشركات الوهمية و تغيير ملاكها ، إلى حين إختفاء أثر مصدرها ، و بعد ذلك تعود الأموال بشكل قانوني لتُستثمر بإسم صاحبها . و دولة باناما ما هي إلا واحدة من الدول التي تعتبر ملاذا ضريبيا ، بالإضافة إلى دول أخرى ك :  سويسرا ، جزر الكارايبي ، الجزر البريطانية و قبرص ..

في هذه الملاذات الضريبية يسهل تأسيس شركات وهمية ، لا عمل حقيقي لها و لا إنتاج ، كما و أنها لا تقدم أية خدمة فعلية للجمهور ، فقط دورها يتجلى في الإدارة المالية للأموال التي تُضخ في حساباتها ، إخفاء الملاك الحقيقيين لتلك الأموال عبر تسجيل المراسلات و تحويلات الأموال عبر العالم بأسماء مديري الشركات .