بصياغة الكلمة، يعبر الشخص ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭ ما يؤمن به، لتلمس قلب القارئ و تنير عقله.
ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺻﺎﺭ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺨﺎﺋﻦ ﻟﻬﺎ….
ﻋﻨﺪﻣﺎ تجسد ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻻ بد ﺃﻥ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ خصوصية كاتبها، و إلا ﺑﺪﺕ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺟﺎﻓﺔ ﻭ ﺑﺎﻫﺘﺔ و بدون مصداقية….
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻭ ﺁﺧﺮ…
ﻗﺪ ﻧﻘﺮﺃ مقالا ﻭ ﻧﺸﻌﺮ أنه مجرد فعل و فاعل و مفعول به، ﻭ ﻗﺪ ﻧﻘﺮﺃ ﺁﺧﺮ، ﻓﻴﺒﺪﻭ ﻟﻨﺎ أننا ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻋﺎﻟﻤﺎ جديدا معه، ﻭ ﻏﺼﻨﺎ ﻓﻲ تأملات الكاتب، ﻭ كأننا ﺟﺎﻟﺴﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻭ يتوجه ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻲ…لأننا نكتشف أن اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ و الجمل و الفعل و الفاعل و المفعول به، و كذلك النعت و المنعوت، ﺗﻠﻤﺲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ و ﺗﻨﺒﻊ ﻣن حرقة ﻋﻤﻴﻘﺔ.
العلم و القلم يدفع كثيرا من الألم….
فكم ﻣﻦ كاتب غير ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺴﻼﺡ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻭ حول ﻣﺴﺎﺭ التاريخ، لأنه ناضل ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ….
تبقى ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ سر ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭ ﻗﺪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ الحقيقي ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ تخمرت ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ، حينها، ﻳﻐﻮﺹ ﻓﻴﻬﺎ القارئ، ليتأمل ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭ يكتشف بها عالما آخر، ﺃﺑﻌﺪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ما كتب…
عشور دويسي