مؤرخ بيروفي: جلالة الملك يضطلع بدور ريادي في إشاعة ثقافة وقيم السلام والتعايش عبر العالم

أكد الكاتب والمؤرخ البيروفي، خوان ألفاريث فيتا، أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس يضطلع بدور ريادي في إشاعة ثقافة وقيم السلام والتعايش عبر العالم.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز ألفاريث فيتا، الذي أصدر عشرات المؤلفات في مجالات التاريخ واللسانيات والقانون، الدور الطلائعي لجلالة الملك محمد السادس في سبيل تعزيز وتكريس قيم التسامح والتآخي بين جميع بني البشر.

وأضاف فيتا، الدبلوماسي الذي سبق له أن مثل بلاده في كل من الأرجنتين وهنغاريا والنمسا وكوستاريكا وإندونيسيا وكوبا والأوروغواي وسويسرا إضافة إلى الأمم المتحدة، أن “المغرب استطاع أن يجعل، ومنذ زمن بعيد، من أرضه فضاء للتعايش السلمي بين المسلمين واليهود والنصارى في ظل تقاسم نفس القيم المشتركة والانتماء إلى الوطن الواحد المغرب”، ما جعل المملكة، في هذا السياق، نموذجا جديرا بالاقتداء.

وفي هذا الصدد، ذكر الباحث والأكاديمي البيروفي بمبادرة إعادة افتتاح الكنيسة اليهودية (صلاة الفاسيين) سنة 2013 التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن 17 والتي تعد من بين المعالم التاريخية للثقافة اليهودية بمدينة فاس المصنفة من قبل منظمة (اليونسكو) ضمن التراث العالمي الإنساني، مسجلا أن هذه المبادرة تمثل “أكبر دليل على حرص جلالة الملك على تعزيز المحبة والصداقة بين جميع الناس مهما اختلفت دياناتهم”.

ولاحظ المؤرخ والباحث في الشؤون الدينية أن المغرب، بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انفتح على محيطه الإقليمي من خلال مبادرات على “قدر كبير من الأهمية”، وفي مقدمتها تكوين العديد من الأئمة المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك في خطوة تسعى من خلالها المملكة إلى نشر مقاربة الإسلام الأصيل والمتسامح.

وأضاف أن “هؤلاء الأئمة سيجدون في المملكة فرصة التكوين في مجالات دينية مختلفة وبذلك سيساهم المغرب في إشعاع الإسلام الحقيقي القائم على المحبة والسلام، في وقت يعيش فيه العالم تحت تهديدات مجموعات إرهابية اتخذت من العنف شريعة لها”.

وعلى صعيد آخر، قال فيتا، الذي يشغل حاليا منصب المدير العام لحقوق الإنسان بوزارة العدل البيروفية، إنه تابع خلال السنوات الأخيرة أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب وعاينها عن قرب خلال مشاركته في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان (مراكش 2014)، وخلص إلى أن المغرب يعد بحق مثالا يقتدى به في هذا المجال، خاصة وأنه قام بإصلاحات وحقق إنجازات هامة على صعيد تعزيز حقوق الإنسان بما لا يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية وخطاب القرآن الكريم الذي يدعو إلى احترام الإنسان وتكريمه.

وحرص فيتا، الأستاذ بجامعة حقوق الإنسان بجنيف والعضو السابق بلجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التابعة للأمم المتحدة، على التأكيد بأنه يستحضر في كثير من مداخلاته، سواء أمام الهيئة الأممية أو بمختلف المحافل الأكاديمية والدولية، المغرب كنموذج ناجح في العالم العربي والإسلامي في العديد من المجالات.

و.م.ع