أحب الملك إحدى بنات الشعب، أحب مواطنة عادية حب الملوك والأمراء، لكن دون اللجوء إلى طقوسهم وبروتوكولاتهم. أحبها حبا كسر كل الحواجز والفوارق. وهو الحب الذي أنعش آمال المغاربة، وحول احباطهم الموروث إلى آمال انتظار الغد المشرق.
تزوج الملك عن حب.. إنها عبارة لم يعهد المغاربة استعمالها، لكن مع عهد محمد السادس، درجت العبارة على كل لسان.
أحب الملك إحدى المواطنات المغربيات فتزوجها.. عبارة بسيطة لكن مدلولها كان له وقع كبير ومؤثر وفعال على المغاربة والجو المغربي عموما. فحب الملك محمد السادس للأميرة لالة سلمى، بنت الشعب، اختزل نهجا للحياة ونظرة للغد ورؤية لكيف يجب أن يكون مغرب المستقبل. لقد أحب الملك امرأة ظلت مرتبطة بأصولها الشعبية، دأبت كعادتها على زيارة جدتها وذويها كأن شيئا لم يتغير. وعائلتها ظلت على حالها، ولم يغير حب الملك مجرى حياة أقاربها. فأحد أعمامها استقر منذ زمن بالقنيطرة لممارسة طب الأطفال، فكما كان بالأمس هو الآن، ولم يطرأ أي تغيير. لم يغير حياته، ولا إقامته، ولا عاداته، ولا قناعاته السياسية.
كان ولازال ملتزما، في صفوف حزب العدالة والتنمية، وعضوا في مجلس الجماعة الحضرية ضمن فريق المعارضة.
منذ أن تعرفت على الملك، ظلت الأميرة لالة سلمى تحيطه بحبها وعطفها، ولا تترك فرصة تمر، سواء أكانت مناسبة أو عيد ميلاد، دون أن تقدم له هدية تنتقيها بنفسها وتفرح بتقديمها إليه. وحسب أحد المقربين، تشعر باعتزاز كبير عند حديثها عن اليوم الذي التقت فيه زوجها لأول مرة وجملة من الذكريات تخصهما، سواء بالداخل أو بالخارج.
إذن، أحب الملك مواطنة مغربية استثمرت هذا الحب لتكوين عائلة عصرية، يضطلع كل طرف فيها بمهامه بشفافية. ومنذ ظهورها الأول، رأى فيها المغاربة المرأة التي ملكت قلب الملك، الواعية بالمكانة التي تحتلها، ليس في قلب زوجها فقط، ولكن في قلوب المغاربة، وهي التي وصفت بأميرة القلوب.
لقد أحب الملك مواطنة مغربية تمتاز شخصيتها بالصلابة والروح العلمية والمثابرة وقوة الإرادة، مدركة للقيمة المادية والمعنوية لما يحيط بها. كما تمتاز بسرعة وسهولة التكيف مع الناس، لاسيما البسطاء والصادقين مع أنفسهم والبعيدين عن التصنع، تحب التنقل والسفر ولا تتنازل عن اتخاذ قرارها بنفسها.
في نظر زميلاتها خلال مشوارها الدراسي، الأميرة لالة سلمى حلوة الكلام طيبة العشرة، تكد في عملها، وكانت أحيانا كثيرة تتعب نفسها لمساعدة الغير، قاسية مع نفسها في العمل ولا تهمل أي شاردة أو واردة، تعتمد بالدرجة الأولى على مجهودها وعملها مدركة قيمتها وقيمة الآخرين، وهذا ما يزيدها احتراما من طرف الغير. استقطبت قلوب زميلاتها بسهولة كبيرة لأنها صديقة وفية واجتماعية بطبعها. وقد تكون أحيانا فوضوية ومشاغبة، لكن من طبعها الهدوء والرزانة. أما زملاؤها بمجموعة “أونا” (التي كانت تعمل فيها كمهندسة حاسوب ومعلوميات)، يرون فيها تلك الموظفة التي يمكن الاعتماد عليها، ذات القلب الدافئ، من طبعها الإصرار والتصميم، هادئة على الدوام وتحب الطمأنينة.
وفي نظر المتعاونين معها، في المهام التي تضطلع بها، الأميرة لالة سلمى امرأة تجيد القيادة، لها قدرة على تحديد النواقص بسرعة للتركيز عليها قصد تجاوزها، ترفض كل الأمور التي لا تمت بصلة للمهام المنوطة بها، صارمة في تعاملها في نطاق العمل، لكنها صرامة عقلانية ومنصفة، وتمقت كثيرا تدبير الرداءة باعتبار أنها تقول دائما إن الرداءة لا تتماشى والتدبير العقلاني. وتولي الأميرة أهمية خاصة جدا لانطلاق الأمور، وكيفية الانجاز قبل الاهتمام بالنتائج، لكنها عنيدة لبلوغ الأهداف التي تحددها بدقة متناهية.
وإذا كانت هناك كلمة تعبر عن طبيعة الأميرة التي أحبها الملك، فهي الكفاءة، فقدراتها فائقة وبرهنت عنها بامتياز على امتداد مشوارها الدراسي الطويل وحياتها العملية رغم قصرها، وتتحلى بقدرة هائلة على الصبر والاحتمال مما أثار إعجاب المقربين منها، وتتوفر على قدر من الهدوء يفتقر إليه الكثيرون. ويكاد يجمع المقربون من الأميرة لالة سلمى أن سرها في النجاح هو هذا الصبر وهذه القدرة على الاحتمال، وكلما حققت هدفا من أهدافها يزيدها ذلك رغبة في الالتصاق بالناس وبهمومهم.