المدينة القديمة لفاس العتيقة ، هي إرث معماري و حضاري يفخر به كل المغاربة ، و هي مصنفة دوليا ضمن الإرث الإنساني الذي تحافظ عليه منطمة اليونيسكو . غير أن هذه المدينة العتيقة التي تضم ما يناهز 100 ألف ساكن و ساكنة ، في أكبر تجمع سكني بإفريقيا لا تدخله السيارات ، الكثير من المنازل بها هي آيلة للسقوط ، و في الغالب من الأحيان ما تهدد سلامة ساكنتها .
و السلطات المغربية عموما و المحلية بالمدينة هي واعية كل الوعي بهذه المخاطر ، و بضرورة الحفاظ على هذا الإرث الحضاري و التراث الإنساني . و لذلك فقد إنخرطت في مسلسل الترميم و الإنقاذ لأزيد من 27 معلمة تاريخية , و ما يناهز 1200 منزل سكني . غير أن الكثير من العراقيل تقف في وجه هذه البرامج الإنقاذية ، و منها في بعض الأحيان عدم تفهم الساكنة لضرورة مغادرة منازلهم الآيلة للسقوط ، و لو بشكل مؤقت . و لذلك فإن المساطر المتخذة في هذا الإطار تنقسم إلى إثتنين ، الأولى عادية ، و تهم تحديد أدوار كل المتدخلين من صناع وممولين ، و الثانية هي إستعجالية و تستهدف بالخصوص الحفاظ على أرواح السكان من إنهيار منزلهم الذي يكون آيلا للسقوط .
و لقد أفادت إحدى الساكنات أن منزلها الآيل للسقوط يمتد تاريخه إلى ما يزيد عن 600 سنة ، و هي تعاني بداخله من الأمراض الجلدية و الحساسية و إنتشار الغبار ، كما و أن أطفالها يعانون من أمرض تنفسية جراء تلوث الهواء و الأتربة المتساقطة كل حين و آخر . وبرغم أنها سبق و استفادت من مبلغ يقارب 8 ملايين سنتيم ، إلا أنه لم يكفها لإصلاح منزلها بشكل مُرضي .
تبقى فاس العتيقة زاخرة بعبق الحضارة و شاهدة على التاريخ العتيق للمغاربة و يجب تكثيف الجهود للحفاظ عليها .