رسالة جد مؤثرة تدمع العين :ﺳﻼﻣﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻫﺎ ﺃﻧﺬﺍ ﺃﻟﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻤﺎﻟﺤﺔ

رسالة مؤثرة خطتها أنامل لاجئ مغربي في ألمانيا وهو يشاهد من خلال شاشته غرق مهاجرين سريين بينهم الكثير من إخوانه المغاربة في عرض البحر، أمام أنظار خفر السواحل الإيطاليين الذين وثقوا المشهد الفاجعة وبثوه في القنوات الفضائية ليرى العالم كله كيف يلفظ المغرب فلذات كبده ،كان الموت يتخطفهم ويطوي أحلامهم في مثل لمح البصر ، فاسترجع اللاجئ المغربي مأساته الخاصة حين حاول الالتحاق بألمانيا ذات أيام خلت ، وبعبارات حارقة راح يرسم مشهد الغرق وأحاسيس الغريق ،كانت تلك طريقته في مواساة أسر الضحايا المكلومة وقد ارتأينا نقل الرسالة بحذافيرها لأنها تصور بدقة ما يعتمل بداخل المهاجرين قبل إقدامهم على ركوب البحر ، ولعل الكثيرين تساءلوا عن السبب الذي يدفع شبابا في عمر الزهور إلى مصارعة الموت على نحو غير مفهوم من أجل الوصول إلى أوروبا ، هذه الرسالة تقدم جوابا شافيا على لسان واحد ممن عاشوا التجربة.

ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻲ ﻭﻭﻃﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﺮﻕ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺳﻼﻣﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﻟﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻤﻸ ﺟﺴﻤﻲ ﺍﻵﻥ ، ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ، ﺯﻭﺭﻗﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻤﻞ ﺛﻘﻠﻨﺎ ﻓﺄﺑﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﺃﺧﺒﺮﻱ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻣﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﻛﺐ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻘﻖ ﺃﺣﻼﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ ، ﺍﻫﻤﺴﻲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻪ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﻗﺪﻭﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺻﺎﺭﺣﻪ ﺑﻬﺬﺍ ، ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺻﻮﺭﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﺮﻕ ﺳﺘﺼﻠﻚ ﻷﻥ ﺧﻔﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﺍلإﻳﻄﺎﻟﻲ ﻳﻮﺟﻪ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍﺗﻪ ﻧﺤﻮﻧﺎ ﺍﻵﻥ ، ﺣﺎﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻐﺎﻟﺒﻲ ﺩﻣﻮﻋﻚ ﻭﺗﺨﺒﺮﻳﻬﻢ ﺃﻧﻲ ﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻻ ﻟﺸﻲء ﺇﻻ ﺃﻥ ﺁﺗﻲ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﺭﻭ ﻛﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻘﻂ ﻭﻻﺷﻲء ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ، ﺃﻧﺎ ﻳﺎﺃﻣﻲ ﻻﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻠﺬﺑﺢ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺃﺑﻨﺎء ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻟﻢ ﻧﺪﻓﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻣﺔ ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺟﺜﺘﻲ ﺳﻴﻨﺘﺸﻠﻬﺎ ﺧﻔﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﻭﺳﺘﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎﺃﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺭﺷﻲ ﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﺸﻲ ﻭﺯﻏﺮﺩﻱ ﻭﺃﺧﺒﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺤﺎﺭ ، ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺟﻨﺎﺯﺗﻲ ﻟﻦ ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﻭﻓﺪ ﺭﺳﻤﻲ ﻷﻧﻬﻢ ﻻﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻧﻲ ﻻﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺃﺿﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻮﻛﻬﻢ ، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍلأﻗﻞ ﺃﺧﺒﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮأﻭﺍ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﺭﻓﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺎﺕ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻬﻢ ، ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻟﻘﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺳﻮﺭﻳﺎﺕ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ إﺣﺪﺍﻫﻦ ﻟﻤﺎ ﺗﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﻭﺃﻣﺎﻥ ؟ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍلإﺟﺎﺑﺔ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻷﻥ ﺃﻫﻞ ﺍلأﺭﺽ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺻﺮﺧﺎﺗﻨﺎ ﻭﺁﻫﺎﺗﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ، ﺃﻋﺮﻑ ﻳﺎﺭﻭﺣﻲ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻠﻨﻲ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺣﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺫﻫﺎﺑﻚ ﻟﻤﻜﺔ ﻭﺷﺮﺏ ﻣﺎء ﺯﻣﺰﻡ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ، ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ ﺍﻥ أﻟﺘﻘﻴﻚ ﻭأﻧﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻠﺒﺎﺳﻚ ﺍلأﺑﻴﺾ ﺗﻮﺯﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﻣﺎء ﺯﻣﺰﻡ ﻭﺃﺷﺮﺏ ﺑﻴﺪﻳﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺘﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﻳﺎﺃﻣﻲ ﺃﺷﺮﺏ ﻣﺎءﺍ ﺑﻄﻌﻢ ﺍﻟﻌﻠﻘﻢ ، ﻟﻦ ﺃﻧﺴﻰ ﻳﺎﺃﻣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺨﻄﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻟﻠﺴﺒﺎﺣﺔ ﻣﻊ ﺍلأﺻﺪﻗﺎء ﻭﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﻏﺮﻕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﺣﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﻟﻲ ﻧﻘﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﺨﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ، ﺃﺧﺒﺮﻱ ﺃﺑﻲ ﺃﻥ ﻻﻳﻘﺒﻞ ﺗﻌﺎﺯﻳﻬﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﺩﻋﺎﻳﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ، ﺃﻭﺩﻋﻚ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻷﺧﻴﺮ ، ﺃﺑﻠﻐﻲ ﺳﻼﻣﻲ ﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺣﻜﺎﻣﻪ !! ، ﺷﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء… ، ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.