أثير جدل واسع في الآونة الأخيرة على الكم الهائل من الاعتقالات التي بات الجسم الأمني ،بمدينة فاس خصوصا وبالعديد من المدن عموما، يعاني منها حيث بات من الطبيعي ان نسمع أنباء وأخبار تفيذ اعتقال رجال أمن بسبب سلوكات أمنية أو عادات مترسخة.
ونظرا للعديد من الاعتقالات التي طالت رجال الأمن بأسباب وجيهة أو بغيرها، كان لابد لنا من الوقوف وقفة تأمل ودراسة للوضع الذي تعيشه المدينة على وقع الخصاص الأمني وتنامي ظواهر الاجرام والسرقة بالرغم من كافة الجهود المبذولة في سبيل الحد منها، إلا أنه بات من الواضح أن الاعتقالات والأحكام القضائية التي توجه إلى الأمنيين أكثر وأعنف من تلك التي توجه للمجرمين والسارقين ومرهبوا الساكنة في كل مكان وزمان. فلماذا هذا السلوك القاسي تجاه المعتقلين من رجال الامن هل هذا هو التطبيق السليم لبنود ومقتضيات حقوق الانسان أم أن الجسم الأمني بات فأر تجارب ووسيلة تحذير للعموم من المواطنين؟
وسنقف عند هذه النقطة، لنعرف أسباب اعتقال رجال الأمن ولنجد أن أهم الدوافع وراء ذلك هو تعنيف المجرمين والموقوفين بالاضافة الى دوافع أخرى ثانوية، ولكن لنتسائل معا هل تعنيف المجرم سلوك عدائي انتقامي أم عادة وعرف مترسخ؟
إن تعنيف السارق والاعتداء عليه جزء من ثقافة المواطن المغربي، فكم من المرات قابلت مجموعة من الناس وهم يضربون سارقا أو متحرشا أو مثليا؟ الإجابة بلا شك ستكون العديد من المرات، فضرب المخالف أو مقترف الذنب ثقافة مترسخة أصبح العمل على استئصالها ملحا أكثر من ذي قبل وإلا فسيكون من العدل اعتقال العشرات من المواطنين بشكل يومي نظرا للاعتداءات الجسيمة والتي لا تقوم العناصر الامنية بالاشارة إليها أو تسجيلها.
لكن، هل يجب على رجل الأمن أن يكون بنفس مستوى المواطن الشعبي أكيد الاجابة هي لا، لكن القطع مع ثقافة وعرف ليس بالسهولة التي يظنها البعض فهي تحتاج الكثير من العمل والتدريب المتواصل.
فعلى الجهات المعنية خلق فضاءات تواصلية ومناهج تدريس متكاملة بمركز تكوين رجال الأمن ، تكوين من شأنه تعريف عناصر الامن المستقبلية على ضوابط التعامل مع جميع الحالات وفق مقتضيات وبنود حقوق الانسان.
يتبع