إن الزيارة التي قام بها جلالة الملك حفظه الله لفاس المدينة، كانت حسب المتتبعين و الملاحظين، ناجحة بامتياز.
من المعلوم، أن كل ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻠﻜﻴﺔ، ﻗﺪ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ المنظمين و الساهرين على الإستعدادات و الأمن، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻣﺮﺕ الأمور ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭ ﻻ ﻏﻀﺒﺎﺕ، كما أن لهذه الزيارات، ﻃﻘﻮﺳﻬﺎ، خاصة أن ﺃﻣﻦ محمد السادس، ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ الأولى، و أهم ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﺷﻴﻨﻬﺎ.
خلال يومي الثلاثاء 14 يونيو و الأربعاء 15 يونيو 2016، ﺗﺤﺮﻙ الملك ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ، في اتجاه فاس المدينة، ﻭ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ، ﻣﻦ ﺃﻣﻦ ﻭ ﺩﺭﻙ و مخابرات ﻭ ﺍﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ عامة ﻭ ﺟﻴﺶ و سلطات محلية ﻭ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ، بحيث لا وجود لنقطة صفر، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ.
فقبل زيارة عاهل البلاد لفاس المدينة، شاهدنا السيد سعيد ازنيبر، والي جهة فاس مكناس، عدة مرات، داخل المدينة، في نطاق الإستعدادات، يوجه تعليماته الصارمة لباشا المدينة و القياد و أعوان السلطة، كما شوهد السيد فؤاد الغلوضي، والي ولاية أمن فاس بالنيابة و أطر المديرية العامة للأمن الوطني يجوبون الدروب الرئيسية التي سيمر منها عاهل البلاد، ناهيك عن الحاجب الملكي و وفد رفيع المستوى من الديوان الملكي و كل مكونات الجهاز الأمني. كما زارت لجنة ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ جلالة ﺍﻟﻤﻠﻚ، مسجد القرويين و المناطق ﺍﻟﺘﻲ كان ﻳﻨﻮﻱ جلالته ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ، ﻭ اطلعت ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ.
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻠﻜﻴﺔ، ﻗﺪ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ المسؤولين، الذين لم تخفي ملامحهم، ﺃﻥ ﻛﻞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ لهم ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ، ﻭ أن ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻴﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻏﻀﺒﺔ.
إذا، قبل الزيارة الملكية لفاس المدينة، استكملت ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ، ﻭ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺮﻭﺭ، ﻭﺷﺮﻃﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﺳﺮﻳﻊ، ﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺘﻨﻘﻞ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭ ﺷﻴﻮﺥ، ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ،
و أثناء الزيارة، نجحت الأجهزة الأمنية في الحماية ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، و الحفاظ على النظام العام، و نجحت معها فعاليات من المجتمع المدني التي ساهمت بقوة، تحت شعار الله الوطن الملك، في تأدية واجبها الوطني.
عشور دويسي