هذا ما يحصل لجسمك عندما تنام نهاراً وتسهر ليلاً

مع قدوم شهر رمضان، يقلّ عدد ساعات العمل، ويقضي كثيرون ساعات النهار الطويلة في النوم، لتفادي مشاعر العطش والجوع، ما يؤدي إلى قلب النظام اليومي لدى غالبية الصائمين.

لكن، يؤثّر النوم نهاراً والسهر المتأخر ليلاً  على ما يُعرَف بالساعة البيولوجية في الجسم، وهي المسؤولة عن تنظيم مختلف العمليات التي تحدث في الجسم ضمن إطار 24 ساعة، من النمو إلى الهضم ومروراً بتخزين المعلومات في الذاكرة. وتعمل هذه “الساعة” الداخلية بانتظام مع دورة الليل والنهار.

BRUSSELS, BELGIUM - JUNE 23:  A journalist sleeps at his desk as the negociations continue into the night at the European Council on June 23, 2007 in Brussels, Belgium. Britain's Prime Minister Tony Blair is attending his last European Union Summit before stepping down next week. EU leaders will hold a series of bilateral talks today to try and reach agreement on proposals to replace a constitution plan rejected in 2005.  (Photo by Peter Macdiarmid/Getty Images)
BRUSSELS, BELGIUM – JUNE 23: A journalist sleeps at his desk as the negociations continue into the night at the European Council on June 23, 2007 in Brussels, Belgium. Britain’s Prime Minister Tony Blair is attending his last European Union Summit before stepping down next week. EU leaders will hold a series of bilateral talks today to try and reach agreement on proposals to replace a constitution plan rejected in 2005. (Photo by Peter Macdiarmid/Getty Images)

من المشاكل الهضمية إلى الاكتئاب

وفي حديث، أكّد استشاري الأعصاب في مجموعة مستشفيات “ميديكلينيك” في دبي، د.ديرك كريغر، أن أعراض “عكس” الساعة البيولوجية من خلال النوم نهاراً والسهر ليلاً تتضمن الشعور بالخمول الدائم، إلى جانب تراجع في النشاط الذهني. وأكّد د.كريغر أن تناول وجبات الطعام خارج الأوقات العادية يتسبب بمشاكل هضمية مثل فقدان الشهية والإمساك.

ولأن تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم يحصل في الدماغ، فإن اضطرابها يؤثّر على إفراز الهرمونات التي تسيطر على المزاج العام. لهذا السبب، يعاني الأشخاص الذين يتأخرون عن النوم بمعدل 12 ساعة من المزاج السيء، ما قد يساهم في تأجيج أعراض أي أمراض عصبية قد يعانون منها في الأصل.

توقّف في النمو لدى الأطفال

ويشير د.كريغر إلى أن عملية النمو لدى الأطفال تحصل خلال النوم العميق، ما يعني أن السهر طوال الليل يجبر الجسم على إفراز هرمون النمو نهاراً عندما يكون الطفل نائماً، على عكس طبيعة الجسم، ما يؤثر بدوره على نمو الطفل الجسدي والذهني.

أما بالنسبة للبالغين، فيوضح د.كريغر أن التغيير الدائم في أوقات إفراز الجسم لهرمون النمو يعزز من إمكانية الإصابة بأمراض الدورة الدموية والبدانة، نظراً لأن عملية الأيض (حرق السعرات) تكون نشطة مع ساعات النهار الأولى وتتراجع ليلاً. كما يساهم السهر ليلاً في خفض كثافة العظام، ما يزيد من هشاشتها خصوصاً مع التقدّم في السن.

كيف تعيد تنظيم يومك؟

وقد يصعب في البداية إعادة الجسم إلى نظام النوم العادي، لكن فيما يلي نصائح د.كريغر لإعادة تنظيم أوقات النوم:

  1. اكتفِ بالنوم حتى تصل إلى الشعور بالراحة، ولا تبالغ بالنوم لساعات طويلة.
  2. التزم بوقت متقارب يومياً للنوم والاستيقاظ.
  3. لا تذهب للنوم وأنت تشعر بالجوع.
  4. حضر غرفتك قبل الخلود إلى النوم حتى تكون باردة ومظلمة وبعيدة عن الضجيج.
  5. يُنصح بممارسة التمارين الرياضية قبل النوم بأربع ساعات أو أكثر.
  6. تجنّب العمل مطوّلاً على الهاتف الجوال أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.