اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الجمعة، بجملة مواضيع في مقدمتها الإرهاب خاصة التفجيرات التي ضربت السعودية ، وجولة رئيس الوزراء الإسرائيلي في أربع دول إفريقية ، وتقرير لجنة التحقيق البريطانية حول المشاركة في الحرب على العراق،فضلا عن مواضيع محلية.
ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (اجتماع عنتيبي والأمن المائي) عن مشاركة مصر ، بعد غياب لسنوات، فى اجتماع وزراء مياه دول حوض النيل، يوم الخميس المقبل بعنتيبي الأوغندية برغم عدم موافقة كل من القاهرة والخرطوم على بعض بنود المبادرة التى وقعتها بعض دول الحوض عام 2010، وتمس الحقوق التاريخية لدولتى المصب (مصر والسودان) فى حصتهما بمياه النيل.
وقالت إن مصر تملك رؤية واضحة لكيفية مواجهة هذا الخطر الذى لا يستثنى أحدا من دول الحوض مؤكدة أن اجتماع عنتيبى سيكون فرصة للحوار بين مصر ودول الحوض من أجل البحث عن فرصة لحل المشكلات القائمة.
أما صحيفة (الجمهورية) فتناولت في مقال لها تقرير لجنة التحقيق البريطانية برئاسة جون تشيلكوت الذي أدان بالأدلة القاطعة توني بلير رئيس الوزراء الأسبق لتواطئه مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الصغير على شن الحرب على العراق عام 2003 بمبررات مغلوطة .
وبعد أن أكدت أنه يحق للعدالة البريطانية أن تقتص من بلير استطردت “لكن أين العدالة الأمريكية التي لزمت الصمت ازاء بوش الصغير الفاعل الأصلي في هذه الجريمة بل أين العدالة الدولية فيما اقترفه الشريكان وغيرهما من شركاء الحرب القاتلة المدمرة التي فتحت الباب واسعا أمام تدمير دولة عربية”.
وتناولت صحيفة (الأخبار) في مقال التفجير الإرهابي الذي استهدف المسجد النبوي الشريف معربة عن استغرابها في أن تصل القدرة على التضليل وغسل المخ وشل التفكير إلى إقناع كائن بشري بأن يذهب لتفجير نفسه في هذا المكان الطاهر” فنحن –تقول الصحيفة-أمام خطر لا ينبغي السكوت على أي تقصير في مواجهته”.
وأكدت أن مطاردة الجماعات الإرهابية والقضاء على فصائلها الإجرامية مهمة عاجلة وضرورية، لكن الأهم هو تجفيف منابع الإرهاب، وإنقاذ شباب عربي وإسلامي تأخذه هذه الفئات الضالة إلى عالم الخوارج ليصل في إجرامه لحد الاقتراب من قبر الرسول الكريم.
وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن) أهمية أن يتحول الفن إلى رسالة هادفة ونبيلة في وقت الأزمات، مؤكدة أن ثمة حاجة ماسة اليوم للفن الذي يناقش مصير الشباب ليفتح الأسئلة المسؤولة على مصراعيها في وجه الدولة ووجه المجتمع، وللفنان الذي “يصرخ بأعلى صوته ليوقظ كل نائم يعيش في وسط النار، ليقول للعالم استيقظوا من سباتكم، فالأمر جلل والمستقبل في خطر”.
وأوضحت الصحيفة أن الفن الذي مازال يناقش التفاهات ليس بفن، وإنما هو حالة طارئة متلبسة بالفن لا تلبث أن تزول بزوال الموقف، مستطردة أن الفن الخالد هو الذي يخرج المجتمعات من ظلمات الجهل والتطرف والخرافة إلى حيث النور والعلم واحترام المستقبل وبناء الأوطان، وداعيةكل الفنانين العرب إلى أن “يقدموا كل ما باستطاعتهم تقديمه للمشاهد العربي من قيم صارخة باتجاه الاعتدال ومحاربة التطرف”.
وعلى صعيد آخر، تحدثت صحيفة (الأيام) عن مباهج العيد قائلة: “ما أحوجنا اليوم، نحن البحرينيين إلى الوقوف وقفة تأمل وتقييم لكل ما عايشناه وما نعايشه بأمل الرسو على شواطئ الأمن والاستقرار بعد الأخذ بالأسباب التي حالت دون إتمام علاج المشكلات التي علقت بمعايشاتنا (..)، فدعونا نحتفل كما ينبغي لنا الاحتفال، ونفرح كما يجب لنا أن نفرح.. فنحن شعب عاقل باني حضارة راسخة، يحب الحياة، لا يلين ولا ينكسر”.
وتساءلت الصحيفة: “ما العيد إذا لم يكن فرحا؟”.. هذا الفرح الذي يعبر عنه بطرائق مختلفة، ويبقى المشترك بين الأجيال كلها هو وجود هذه الأعياد والمناسبات بذاتها، كمتنفس للتعبير عن هذا الفرح، مستطردة أن “أولئك الذين يقفون حائلا ضد رغبات الناس في إظهار أفراحهم، وتصويرها على أنها حالات (مجون) وترف زائد، فليحتفظوا بحالات تبرمهم وسخطهم على أنفسهم لأنفسهم، وأن يكونوا بمنأى عن المجتمع لكيلا تنتقل له العدوى!”.
وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن العمليات العسكرية ليست هي الحل الأمثل لمكافحة الإرهاب، بل تأتي بعد استعمال وتجريب الوسائل كافة، وبعد وصول الإرهاب للمرحلة النهائية من نموه.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التصور هو ما طرحته دولة الإمارات العربية المتحدة في بيانها الذي قدمته في المناقشة العامة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بشأن الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، حيث أشار البيان إلى أن “الإرهاب ينمو ويتطور ويستخدم وسائل تقنية حديثة، الأمر الذي يحتم علينا أن نطور من الوسائل الدولية لمكافحته”.
وأبرزت الافتتاحية أن الإمارات قامت بدور فعال في مكافحة الإرهاب خارج أراضيها بمكافحتها لكل أشكال الإرهاب في اليمن في مقدمة قوات التحالف العربي، ودعمها للجهود الدولية بمشاركتها بفاعلية في الائتلاف الدولي لمحاربة (داعش)، والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وأصبحت رئيسا مشاركا لمجموعة عمل مكافحة التطرف.
أما داخليا، تضيف الصحيفة، فقد “أعطت دولة الإمارات دروسا للآخرين في مكافحة الإرهاب والتطرف بأساليب عصرية وغير مسبوقة”، حيث أولت القيادة شباب الإمارات من الجنسين الأهمية القصوى، وحرصت على تمكين فئات المجتمع في بناء الدولة، وتقديم بدائل لهم عن الخيارات التي تطرحها الجماعات الإرهابية.
ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، إلى انسحاب العرب من كل المواقع والمحافل والقارات، حيث “استبدلوا بالعلاقات الدولية ، وخصوصا في محيطهم الآسيوي والإفريقي، وهما دائرتان كانتا باستمرار تشكلان المجال الحيوي العربي وتخدمان الأمن القومي، معارك جانبية وصراعات طائفية ومذهبية وحروبا أخوية مدمرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العرب تخلوا عن قضيتهم المركزية فلسطين، وتركوا الساحة “سداح مداح لإسرائيل تلعب فيها كما تشاء، وتسجل مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية على حسابهم، وعلى حساب أمنهم القومي”.
وبحسب (الخليج)، فإن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أربع دول إفريقية تقع على حوض نهر النيل، وهي إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا، تمثل خطوة بالغة الخطورة لأنها محملة بالكثير من المعاني، خصوصا “من أجل عودة إسرائيل إلى إفريقيا وعودة إفريقيا إلى إسرائيل كما قال نتناهو في مستهل زيارته إلى أوغندا”.